علماء المستقبل: هكذا ستكون الحياة بعد كورونا
كشف علماء المستقبل عن الصورة التي قد يبدو عليها العالم بمجرد انتهاء أزمة فايروس كورونا الجديد.
وتحدّث موقع “ذي صن” البريطاني مع اثنين من علماء المستقبل المحترفين، اللذين يعتقدان أننا قد نشهد نهاية ما يُعرف نظام العمل “9 إلى 5”، وغيرها من الأحداث.
يعتقد توم تشيزرايت، الذي يتأمل في المستقبل، أننا سنشهد قريبا نهاية ساعات العمل العادية.
وفي حديثه مع “ذي صن”، قال توم “ستدرك الشركات الذكية أن البشر ليسوا روبوتات، لذلك يجب أن نعمل بطرق أكثر إنتاجية، وهذا يتطلب تحديد يوم العمل تبعا لساعة جسمك، حتى تحصل على قسط كاف من النوم، والعمل على فترات متلاحقة ليست طويلة، وكسرها ببعض التمارين. لقد ارتفع عدد الأشخاص الذين يعملون من المنزل بشكل حاد، ومن الصعب أن نتخيل عودة جميع العاملين في المكاتب إلى حياتهم القديمة”.
ويعتقد إيان بيرسون، وهو خبير مستقبلي، أننا سنرى المزيد من الناس في عالم ما بعد أزمة فايروس كورونا يتخلون عن “رحلة الذهاب إلى العمل”.
وقال إيان “سيظل الكثيرون في المنزل في كثير من الأحيان. لذلك سيكون هناك تنقّل أقل، مع ازدحام أقل وتلوث أقل، وانبعاث ثاني أكسيد الكربون أقل”.
ويطرح التوسع في التوجه نحو العمل عن بعد العديد من الأسئلة التي تتعلق بجوهر العمل وطبيعته، وعلى رأسها السؤال عن ضرورة وجود مكان للعمل فعلاً، وإن كان ذلك يغيّر من طبيعة العمل أو يغير مناصب الموظفين والمهام التي يتولونها، وكيف سيتفاعل الموظفون مع بعضهم البعض، وهل تتغير طبيعة العلاقة بين الموظفين وأصحاب الأعمال، وهل ستتأثر إجراءات الحصول على إقامة عمل، وكيف تقاس الإنتاجية في هذه الحالة، وكيف ستغدو قيمة العمل في أذهان الناس إن أصبح قسم كبير منه رقمياً.
ولا يعتبر العمل عن بعد ابتكاراً أو ظاهرة جديدة على مستوى العالم بسبب انتشار فايروس “كوفيد – 19”، حيث تنتشر ممارسات العمل عن بُعد في العديد من قطاعات الأعمال، مثل أعمال تقنيات المعلومات والتسويق وتطوير التطبيقات، وأنواع محددة من مبيعات التجزئة، بهدف زيادة الإنتاجية والتعاون الافتراضي، وتقليل تكاليف استئجار المكاتب والسفر وإقامة الفعاليات والمناسبات، وتخفيض البصمة الكربونية من خلال تقليل تنقلات الموظفين، وتراجع استهلاك الكهرباء في المكاتب.
وأكدت شركة الأبحاث “جلوبال وركبليس أناليتكس” أن نسبة عدد العاملين عن بعد من المنزل ارتفعت العام الحالي بنسبة 140 في المئة عالمياً، مقارنة بعام 2005، وأفادت شركة تطوير نظم مؤتمرات الفيديو “أوللابس” أن 16 في المئة من الشركات في العالم توظف حصرياً العاملين عن بعد، أما منصة العمل عن بعد “أب ورك” فتتوقع أن تشغّل 73 في المئة من الإدارات في العالم موظفين عن بعد بحلول عام 2028، ويرى التقرير أن العمل عن بُعد مناسب تماماً لأنواع معينة من الأعمال، من أهمها تلك التي تتطلب أوقاتاً طويلة من البحث والتفكير.
قبل عام 2020، كانت رؤية الناس يستعدون لأحداث مستقبلية – الأشخاص المهووسون بيوم القيامة الذين يقومون بتخزين الإمدادات وبناء الملاجئ – غريبة نوعا ما.
ولكن توم يعتقد اليوم أن استعداد الناس لمواجهة الأحداث الفجائية ستكون أكثر شعبية في السنوات القادمة. وأوضح أن “الأغنياء في الولايات المتحدة كانوا يستعدون لسنوات.
وأنها نقطة فخر لأصحاب وادي السليكون؛ لديهم جميعا بيت عطلات يتكتمون عليه، فيه ما يكفي من الطعام المعلب والأسلحة من أجل النجاة من غيبوبة نهاية العالم. وقد يبدأ الآن المزيد من الناس في المملكة المتحدة في اتباع نهجهم”.
ورغم أن الدول التي تعرضت لوباء كورونا، قد شهدت في الماضي تحسين تكنولوجيا وخبرات وتقنيات الصحة بشكل مطرد، إلا أن جميع النظم الصحية تكافح تحت وطأة الجائحة.
وأصبحت البنية التحتية الصحية الوطنية الآن أكثر حيوية من أي وقت مضى، لذلك يعتقد إيان أنه سيتم ضخ الكثير من المال في الرعاية الصحية من الآن فصاعدا.
ويتوقع توم أن تشهد تغييرا سلبيا على البيئة، بحدوث طفرة في أعداد من يقودون سياراتهم.
التجربة التي عانى منها الناس في تنقلاتهم، والخوف من وسائل النقل الجماعي ستدفع مزيدا من الأشخاص لاستخدام وسائل النقل الشخصية الخاصة بهم، ما قد يجعل تطوير المركبات الكهربائية “الصديقة للبيئة”، أكثر أهمية من أي وقت مضى.