المخرج عمرو سلامة: فيلم “شماريخ” لا يحمل رسالة واضحة
خطواته هادئة لا يستعجلها فهو يعمل دائما على مهل دون أن ينظر إلا لمصلحة العمل وما يقدمه من خلاله، لذلك فخطواته قليلة ولكنها ثابتة. كان آخر عمل قدمه علي الساحة الفنية هو فيلم “برا المنهج” منذ عامين، ولكنه كان يحضّر له لسنوات طويلة، وهو ما يحدث مع فيلمه الجديد “شماريخ” الذي عُرض بمهرجان البحر الأحمر وبدأ عرضه تجاريا.
فبعد 20 عاما، عاد من التحضير له ليقدمه إلى الجمهور، إنه المخرج عمرو سلامة الذي أكد في حواره مع “العربية.نت” أنه في هذا العمل كسر العديد من التابوهات المعروفة بشكل غير مقصود، لاقتناعه دائما أن الفن به مساحة من التدريب والتعلم. وأشار إلى أنه وقت كتابته للفيلم لأول مرة أرسله لآسر ياسين ثم قام بتطويره أكثر من مرة، حتى استقر على النسخة النهائية قبل 4 سنوات، وشاركه آسر في اختيار اسم الفيلم.
*كل فيلم لديك أشبه بحكاية في كواليسه من وقت كتابة فكرته.. فما الحكاية وراء فيلم “شماريخ”؟
**الفيلم كانت تجربة استغرقت مني عاما في كتابتها، ولكنه بدأ معي منذ طفولتي وأتذكر وقت كتابة أول سيناريو له كانت سنة 2005، وأرسلته لآسر ياسين كأول نسخة في 2008 وبعدها طورته وتغير أكثر من مرة حتى استقريت على النسخة النهائية قبل 4 سنوات. ثم تحدثت معه مرة أخرى وهو من اقترح علي اسم “شماريخ”، وكانت فكرتي تقديم شخصية فتاة تريد الانتقام من قاتل والدها وتطلب المساعدة من شاب، ويقنعها بأنه سوف يفعل لتكتشف في النهاية أنه الشخص نفسه الذي تريد الانتقام منه، وهو المعنى الذي أردت أن أتناوله من خلال المعالجة، ولكنه مختلف تمام الاختلاف عن النسخة التي تم تنفيذها في النهاية، واعتبر خروجه للنور معجزة، فالفيلم تطورت فكرته حتى تتواكب مع زمنها.
*وما الجديد الذي تقدمه من خلاله؟
**”شماريخ” تجربة فيها أكشن وكوميديا وساسبنس، وكان السيناريو فيه خط سياسي، ودراما بشكل أكبر، وكسرت بعض التابوهات بشكل غير مقصود، وليس للعمل رسالة واضحة. فأنا مؤمن أن السينما غاية في حد ذاتها، وحاولت من خلاله الاختلاف والتنوع عن كل أعمالي السابقة، وأخشى تكرار نفسي. كما أنني مقتنع أن الفن به مساحة للتدريب والتعلم، أكتب أي فكرة تحضر إلى ذهني، ولدي قرابة 50 مشروعا وأحاول بناء مخزون، أتمنى أن تخرج جميعها للنور. أما بالنسبة لرسالتي للجمهور فهي أن يشاهدوا فيلم “شماريخ” إذا أعجبهم أكثر من مرة، المهم أن يتفاعلوا مع العمل حتى لو بالنقد. والفيلم ميزانيته كبيرة وتم تنفيذه بشكل تجاري، والمخرج عليه أن يدرك أنه داخل صناعة ويجب أن يربح منها المنتج.
*الفيلم به العديد من مشاهد الأكشن فكيف تم التحضير لها؟
**طلبت الاستعانة بمصمم معارك كوري عالمي يدعى دانيال شوي، فأنا متأثر بشكل كبير بالسينما والأكشن الكوري، والحقيقة أن “شوي” ظل يطور في أداء آسر لفترة، لدرجة أنهما سافرا معًا في دورات تدريب. ونتيجة الواقعية في الأداء تعرض آسر ياسين لإصابة قوية وانتظرنا شهرا حتى يتم شفاؤه، والحقيقة أن هناك الكثير من المشاكل في تنفيذ أفلام الأكشن، مثل فيلم “شماريخ”. فلدي الكثيرمن السيناريوهات التي تحتوي على الأكشن تعاقدت عليها ولم تر النور بسبب الميزانيات الضخمة التي تطلبها. أما الأفلام متوسطة التكلفة فهي التي تكون لديها فرصة أكبر في التنفيذ، ولهذا تجد هذه النوعية من الأفلام قليلة في مصر.
*في كل أفلامك الأخيرة كان الطفل عاملا مشتركا بينهم وهو ما حدث أيضا في فيلم “شماريخ”.. أليس كذلك؟
**الفيلم كان به نقص، فوجدت أنه لابد من وجود عنصر الطفل في العمل، وأعتقد أن الجمهور عندما يشاهد الفيلم سيتفهم سبب وجود طفل في الفيلم. والطفلة لافينيا نادر ممثلة شاطرة، وأول مشهد قدمته حدثت حالة من الصدمة لنا جميعا، وحتى في اختبارات الأداء كانت مبهرة. وسعدت بالعمل معها جدًا، فقد اكتشفت أنها تملك المعادلة المثالية، براءة وكيوت الطفل وحرفية الممثل المتمرس وذكاء البالغ. كما كنت شاهدتها في أعمال أخرى مثل فيلم “شلبي” وغيره وتأكدت أنها ليست صدفة وهي فعلا خامة موهبة قوية.
*وما هي الصعوبات التي واجهتكم وقت تصوير الفيلم؟
**كان صعب في تصويره جدا فكل يوم كان عندنا معاينة لمكان تصوير مختلف وبعيد عن بعض، فكل المطلوب في السكريبت كان محتاج شغل وتحضير، لأن ممكن حاجة بسيطة تنهي اليوم، ولكن الحمد لله في النهاية عملنا حاجة مشرفة جدا.
*لماذا اخترت أمينة خليل لبطولة الفيلم؟
**أعتبر أمينة تميمة حظ لنجاح الأفلام في السنوات الأخيرة، ممثلة متطورة مجتهدة وتقدم أكشن احترافيا للمرة الأولى.
*وما الذي تدور عنه أحداث الفيلم؟
**تدور حول فكرة الضغوطات التي يتعرض لها الإنسان في حياته من خلال رجل يحيا في الظلام في رحلته للتطهر، ولديه مهمة أخيرة يجب أن يقوم بها وهي قتل فتاة تعيش في النور وتعمل محامية. وهذه المحامية نفسها تطلب منه أن يساعدها في الانتقام من شخص يصعب جدا عليه قتله، في إطار أكشن درامي ببعض اللمحات الكوميدية.