الاتحاد الأوروبي يشكّل مهمة بالبحر الأحمر لردع الحوثيين
أعلنت مصادر في هيئة العمل الخارجي الأوروبية، أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تعتزم إرسال ما لا يقل عن ثلاث مدمرات أو فرقاطات مزودة بأنظمة دفاع جوي إلى البحر الأحمر في إطار البعثة البحرية لضمان أمن الملاحة، حسبما ذكرت صحيفة “بوليتيكو”.
ووفقاً للمصادر، من المفترض أن تقوم مجموعة العمل التابعة لهيئة العمل الخارجي الأوروبية، والتي من المقرر أن تكتمل في الأيام المقبلة، بالتعاون مع قوات من دول أخرى على حماية السفن التجارية من الهجمات المتزايدة التي تشنها ميليشيا الحوثيون في اليمن.
ونقلت وكالة “رويترز” عن دبلوماسيين أوروبيين قولهم أمس الثلاثاء إن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي قدموا دعماً مبدئياً لفكرة تشكيل مهمة بحرية لحماية السفن من هجمات الحوثيين، وذلك بعد إطلاق مهمة بقيادة الولايات المتحدة في المنطقة.
وحوّل العديد من شركات الشحن مسارات سفنها بعيداً عن البحر الأحمر في أعقاب هجمات الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق كبيرة من اليمن.
وقال الدبلوماسيون إن اللجنة السياسية والأمنية التابعة للاتحاد وهي المعنية بالسياسة الخارجية والدفاعية للتكتل قدمت دعمها المبدئي للمهمة التي ستتعاون مع شركاء يؤيدون الفكرة.
والهدف هو تشكيل المهمة في موعد أقصاه 19 فبراير على أن تبدأ العمل سريعاً. وقال العديد من الدبلوماسيين إنهم يأملون في تسريع العملية في ضوء التوتر في المنطقة. وسيناقش وزراء الخارجية الأمر يوم 22 يناير.
وقالت الولايات المتحدة الشهر الماضي إنها ودولاً أخرى ستسير دوريات في البحر الأحمر في مهمة جديدة أُطلق عليها اسم “حارس الازدهار” لتهدئة مخاوف تأثير الاضطرابات بأحد أهم الشرايين التجارية في العالم على الاقتصاد العالمي.
لكن بعض حلفاء الولايات المتحدة، خاصة الدول الأوروبية، أبدوا تحفظات على الخطة واعترضوا على فكرة أن تكون تحت قيادة واشنطن.
وقال أحد الدبلوماسيين لوكالة “رويترز”: “المسألة تتعلق دائماً بالقيادة والسيطرة، وفي إطار الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، تحتفظ كل دولة بالسيطرة السياسية على قراراتها.. أما في إطار “تحالف الراغبين”، تكون الدولة الأساسية هي المسيطرة”.
وذكر ثلاثة دبلوماسيين أوروبيين أن المهمة ستبدأ بثلاث سفن تحت قيادة الاتحاد الأوروبي في إطار ما يسمى بسياسة الأمن والدفاع المشتركة للاتحاد الأوروبي.
وقال دبلوماسيان إن الدول التي ستساهم أولاً هي فرنسا وإيطاليا، اللتين لديهما سفن حربية في المنطقة، وألمانيا التي تعتزم إرسال فرقاطة من طراز هيسن.
وقالت فرنسا إن سفينتها الحربية “لانجدوك” تنسق بالفعل مع المهمة التي تقودها الولايات المتحدة وتشارك في تبادل المعلومات الاستخباراتية.
وقال الدبلوماسيون إن الاتحاد الأوروبي سيمول المهمة ويمكن للدول بعد ذلك تناوب سفنها في المنطقة أو المساهمة حسب رغبتها أو إعطاء موافقتها الضمنية فحسب.
ولا تزال هناك حاجة إلى تحديد قواعد الاشتباك بشكل دقيق خارج عمليات تسيير الدوريات وتنسيق المهمة الجديدة مع المهمات الأخرى للاتحاد الأوروبي قبالة سواحل الصومال ومضيق هرمز.
وقال دبلوماسيان إن “لانجدوك” أطلقت بالفعل صواريخ لإسقاط طائرات مسيرة في البحر الأحمر، وستوافق مهمة الاتحاد الأوروبي على ذلك.
وبرزت إيطاليا وإسبانيا وفرنسا الأسبوع الماضي بعدم مشاركتها في الضربات الأميركية والبريطانية ضد الحوثيين في اليمن وعدم التوقيع على بيان أصدرته 10 دول يبرر الهجمات. ووقعت هولندا وألمانيا والدنمرك على البيان.
ويسلط هذا الخلاف الضوء على الانقسامات في الغرب بشأن كيفية التعامل مع مليشيا الحوثي الموالي لإيران.