مصادر: الدعاية المضلّلة للحوثيين عن اللقاحات وراء تفشّي الأمراض بين الأطفال
تسبّبت الميليشيا الحوثية الموالية لإيران منذ اجتياح العاصمة صنعاء ومحافظات عدّة في سبتمبر عام 2014 والحرب التي أشعلتها أواخر مارس عام 2015، في عودة الأمراض التي سبق لليمن أن تخلّص منها وأعلن عن خلوّه منها رسمياً.
وأكدت مصادر طبية، تفشي أمراض شلل الأطفال والسلّ والدفتيريا (الخنّاق) والكوليرا، بشدة، وأدّت إلى وفاة الكثير من اليمنيين وبينهم الأطفال.
وحمّلت الأمم المتحدة الميليشيا الحوثية مسؤولية تفشّي مرض الحصبة في مناطق سيطرتها، إذ أدّت عرقلة حملات التطعيم والدعاية المضلّلة إلى انخفاض تغطية التطعيم وانتشار الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات بما في ذلك الحصبة.
وقالت في تقرير أصدره مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن إنه منذ بداية عام 2023 اقتصر التطعيم في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون على المرافق الصحية، وتوقّفت حملات التوعية والتطعيم تاركةً ورائها الأطفال الأكثر ضعفاً، لا سيّما أولئك الذين يعيشون في المناطق التي يصعب الوصول إليها.
وأكدت أن “كل ذلك تسبّب في انخفاض تغطية التطعيم وأدّى إلى زيادة انتشار الحصبة وغيرها من الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات”.
واعتبرت الأمم المتحدة أن التردّد في التطعيم المرتبط بحملات التضليل المكثّفة عاملاً مهماً آخر يخلق عوائق أمام التطعيم.
ووفقاً للتقديرات الوطنية اليمنية للتغطية التحصينية لمنظّمة الصحة العالمية واليونيسف لعام ٢٠٢٢، فإن ٢٧% من الأطفال دون العام غير محصّنين ضد الحصبة والحصبة الألمانية ولم يستوفوا الحد الأدنى من اللقاحات الأخرى للحماية الكاملة من باقي الأمراض.
وفي دليل واضح على تصرّفات الحوثيين إزاء حملات التطعيم التي تقوم بها منظّمتا الصحة العالمية واليونيسف، نشر الموقع الإلكتروني للجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة الذي يديره الحوثيون خبراً حول عرض “محاضرة توعوية” لعضو “الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد” سليم السيّاني عن “مخاطر اللقاحات على صحة الإنسان” في مقرّ الجهاز وفروعه في المحافظات.
وجاءت المحاضرة للسيّاني الذي يزعم بأنه باحث في المجال الصحي في إطار حملة منظّمة في وسائل الإعلام التي تديرها الميليشيا الحوثية للتضليل ونشر الإشاعات بشأن لقاحات مرض كورونا “كوفيد19” واللقاحات المخصّصة للأطفال والزعم بخطر تلك اللقاحات وكونها “غير آمنة” و”ليست فعّالة” و”مؤامرة دولية”. وسبق للميليشيا أن رفضت تسلّم لقاحات كورونا من منظّمة الصحة العالمية أو تنظيم حملات تطعيم ضد الوباء في مناطق سيطرتها.
وعبّرت منظّمة الصحة العالمية في بيان عن قلقها إزاء ازدياد الحالات المصابة بالحصبة والحصبة الألمانية بين أطفال اليمن.
وفي الـ 23 من سبتمبر دشّنت وزارة الصحة العامة والسكان في عدن بالتعاون مع اليونيسف ومنظّمة الصحة العالمية حملة التطعيم المتكاملة ضد الحصبة والحصبة الألمانية وفيتامين “أ” وفيروس كورونا، بهدف مكافحة التفشّي المتكرّر للحصبة والحصبة الألمانية وانتشارهما في اليمن.
واستهدفت الحملة التي استمرّت ستة أيام أكثر من 1.2 مليون طفلاً تتراوح أعمارهم بين 6 و59 شهراً في 121 مديرية في 13 محافظة.
وأدّت زيادة معدّلات سوء التغذية إلى خلق ظروف مواتية لانتشار الحصبة بشكل أكبر وأكثر حدّة، ما تسبّب في المزيد من الوفيات بين الأطفال.
وبلغت معدّلات التغطية التي وصلت لها وزارة الصحة العامة والسكان بدعم من منظّمة الصحة العالمية وشركاء آخرين حوالي ٦٥% من جميع الأطفال بجرعتي الحصبة والحصبة الألمانية الأولى والثانية.
وفي المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية تم تنظيم جولتان من الأنشطة الإيصالية استهدفتا الأطفال في المناطق التي يصعب الوصول إليها. وتلقّى ما مجموعه 60 ألف طفل دون الخامسة من العمر جرعة واحدة على الأقل من لقاح الحصبة وتلقّى 60682 طفلاً دون عمر السنة الجرعة الأولى من لقاح الدفتيريا.