محاولة حوثية للتغطية على جريمة الاعتداء على الصحفي مجلي الصمدي
بررت مليشيا الحوثي، الاعتداء الذي تعرض له الصحفي مجلي الصمدي، في مدينة صنعاء الخاضعة لسيطرتها، بأنه نتيجة طبيعية لتغريداته المسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام أو لإساءاته المتكررة للشعب اليمني.
وتعرض الصمدي، مساء الخميس، لاعتداء بالضرب من قبل عصابة مسلحة مكونة من خمسة أشخاص، قرب منزله في صنعاء الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، وقال إن المعتدين “توعدوه بالمزيد إن لم يكف عن الكتابة” في مواقع التواصل الاجتماعي.
وإضافة للاتهامات السابقة التي أُطلقت بحق الصمدي وبرلمانيين ونشطاء ينتقدون ممارسات المليشيا العنصرية وفسادها وإصرارها على حرمان الموظفين من مرتباتهم، اتهمت قيادات حوثية الصحفي بالإساءة للشعب وللرسول، معتبرة الاعتداء الذي تعرض له رداً طبيعياً من مواطنين غاضبين.
أبرز المبررين للجريمة، القيادي حسين العزي، الذي قال في تغريدة على صفحته في منصة إكس مخاطبا منتقدي جماعته، “انتقدونا كحكومة وبالغوا لا مشكلة سنحميكم بحدقات عيوننا ولكن أتمنى تحترموا هوية بلدكم” في إشارة للهوية الإيمانية التي تتضمن رؤية الجماعة للدين والحياة ويحاولون فرضها على الشعب اليمني.
وتابع: لا يمكنكم -ولو تلميحا- الإساءة لرسول الله أو مهاجمة علاقة شعبكم به من أي بلد فما بالكم من اليمن الميمون (بلاد النبي وأنصاره التاريخيين) هذا الأمر للأسف سيجعل حمايتكم فوق طاقتنا وطاقة الجن والإنس مجتمعين”.
وفي تغريدة أخرى أكثر وضوحا أرفقها العزي بصورة الصمدي بعد الاعتداء عليه، مع مشور له جاء فيها “حقي وراتبي.. قبل النبي.. النبي مش محتاج لي..”، زعم القيادي الحوثي أن جماعته تبذل جهدا لحماية الصمدي، مضيفا “أكاد أجزم أنك لم تقصد الإساءة لرسول الله ولكن قد يكون مواطنون كثر فهموا العكس والحقيقة ما كان ينبغي أن تذكر النبي بتلك الطريقة”.
الجلاد يطالب الضحية بالإعتذار
وطالب القيادي الحوثي “حسين العزي” الضحية “مجلي الصمدي” بالاعتذار وحذف باقي تغريداته، ملمحاً إلى احتمال تعرضه للخطر بسبب “سوء الفهم لا سمح الله”، وتابع “ساعدنا على حمايتك” وهو تهديد مبطن لمجلي بأنه لست في مأمن.
الناشط الحوثي عبد السلام جحاف، برر الاعتداء على الصمدي بأنه “رد طبيعي على تهجمك على الشعب اليمني ولا نرضى بذلك”، وفيما دعا جماعته للتحقيق في الحادثة مؤكدا أن “لا علاقة للأنصار ولا للأجهزة الامنية بذلك”، طالب الصمدي بالفهم أن منشوراته وتغريداته “تستفز عموم الناس التي سكبت دم في مواجهة العدوان”.
واتهم جحاف الصحفي الصمدي بسب “الشهداء والجرحى والأسرى، تسب بدون توقف ولا تتوقع من اسر الشهداء والجرحى أن يسكتوا.. هل تتوقع أن الناس سوف يسكتون وأنت تسيء إلى تضحياتهم وأغلى ما عندهم؟”.
ورغم تبرير الاعتداء بأنه رد طبيعي على شتم مقاتلي الجماعة، عاد جحاف الذي عينته سلطات الجماعة قبل فترة قصيرة عضوا في مجلس الشورى الموالي لها في صنعاء، وشكك في الحادثة من أصلها واتهم الصمدي بادعاء وقوع الاعتداء مستشهدا بصورة الصحفي الذي ظهر اليوم الجمعة مع عدد من المتضامنين معه.
وابدى عضو المكتب السياسي للمليشيا عبدالله محمد النعيمي، استغرابه من تأخر حادثة الاعتداء على الصمدي، قائلاً في تغريدته “ليش ما قد ضربوك قبل اليوم وانت جالس تلاعن وتتسيفه قياما وقعودا وعلى جنب”.
وزعم النعيمي أن الموضوع “خلاف شخصي”، ومع ذلك طالب داخلية الجماعة “بسرعة التحقيق فيما يدعيه مجلي الصمدي”، مضيفا “مستغرب أن تكون عصابة مكونة من 5 اشخاص وفي الوسط دكمتين في الوجه”.
وغرد العديد من نشطاء وقيادات المليشيا ما بين اتهام وتشكيك في حادثة الاعتداء على الصحفي الصمدي، مع تأكيد الجميع على ضرورة إخراسه ومنعه من الشتم والتهديد بالاعتداء عليه إلى منزله وضربه وقتله حتى لا يسخر “من الشعب والنبي”، وبدى ذلك وضحا في التغريدات التي أعاد عبد السلام جحاف تغريدها لنشطاء الجماعة.