رغم الهدنة.. مليشيا الحوثي تشييع جثامين أكثر من 1850 مقاتلاً خلال الأشهر الماضية
رغم “الهدنة” التي شهدتها اليمن، وتراجع حدة المواجهات على جبهات القتال، خلال عام وأكثر الا أن ميليشيا الحوثي لم تتوقف في تصعيداتها العسكرية وتحشيداتها الى مناطق التماس، كما لم تتوقف مواكب جثث قتلاها الذين لقوا مصرعهم في مواجهات مع القوات الحكومية في جبهات مختلفة.
وشيعت الميليشيا (منذ 1 أبريل 2022 – 15 يوليو 2023) جثة 1850 مقاتلاً حوثيا، وأعلنت الجماعة هذه الأسماء عبر قناة “المسيرة” ووكالة “سبأ” التابعتين لها. وبهذا العدد يرتقع عدد العناصر الحوثية الذين قتلوا من بداية 2022 حتى منتصف الشهر الحالي الى “3937” بما فيهم 2087 من (يناير – فبراير – مارس) من العام الفائت. ونود الإشارة هنا الى أن هذه العدد ما نشرته الميليشيا وما تمكن المحرر من رصده خلال الفترة الماضية، وفقًا لما نقله موقع المصدر أونلاين.
وتصدرت محافظة صنعاء أعداد القتلى الذين تم تشييعهم خلال فترة الهدنة والأشهر التي تلتها، وذلك بعدد 846 جثة، تليها ذمار 254، وحجة 172، ثم 140 في صعدة، و108 في إب، بالإضافة الى 88 في عمران، و79 في الحديدة، وتعز 69، 40 في المحويت، البيضاء 21، ريمة 16، و12 في البيضاء، وثلاث جثث في مارب و2 في الجوف.
ومن بين القتلى الحوثيين الذين شيعتهم الميليشيا خلال الأشهر الماضية “1030” ضابطاً منهم 12 لواء، وعميد ركن، 24 برتبة عميد، و94 برتبة عقيد، و93مقدم، و226 نقيب، و173 رائد، و186ملازم ثاني، و250 ملازم أول، و71 برتبة مساعد، وجميع هؤلاء وزعت لهم الميليشيا رتباً صورية للزج بهم إلى جبهات القتال.
وتوزع عدد القتلى الحوثين الـ(1850) خلال هذه الفترة كالتالي: (137أبريل)، (125مايو)، (141يونيو)، (140يوليو)، (87أغسطس)، (99سبتمبر)، (138اكتوبر)، (173نوفمبر)، (125ديسمبر) -2022-.. (114يناير)، (108فبراير)، (106مارس)، (88أبريل)، (103مايو)، (109يونيو)، (57النصف الأول من شهر يوليو) -2023-.
وكعادتها منذ بدء الحرب تبث الجماعة مشاهد تشييع قتلاها على قناة “المسيرة” يومياً لاستقطاب المزيد من المقاتلين من أقارب وذوي القتلى.
وعقب مراسيم التشييع تنشر قناة المسيرة الحوثية فيديوهات وثقتها لمقاتلين لقوا مصرعهم في المواجهات مع القوات الحكومية طوال السنوات الماضية، وتسمي ذلك “فواصل الشهداء”، بهدف استمالة تابعي الجماعة ودفعهم إلى جبهات القتال.
ومطلع أبريل (2022)، أعلنت الأمم المتحدة عن هدنة إنسانية في اليمن استمرت لستة أشهر، لم تلتزم الميليشيا بأي من بنودها، ورفضت تجديدها نهاية أكتوبر من العام ذاته، رغم المكاسب الكبيرة التي حققتها، لكن الهدوء النسبي في جبهات القتال استمر منذ أكتوبر 2022 حتى يومنا هذا، وتزامن ذلك مع تهديدات وتحشيدات عسكرية واسعة للميليشيا، مستغلة بذلك تراجع القتال وتوقف غارات مقاتلات التحالف.
وحاولت الميليشيا بشكل متكرر خلال هذه الفترة إحراز أي تقدمات ميدانية في جبهات القتال، لاسيما المحيطة بمارب وتعز، وتسبب ذلك في سقوط 1850 قتيل حوثي.
والأسبوع الماضي أعرب المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبيرغ عن قلقه من التحركات العسكرية قرب محافظة مأرب (شرق) واستعراض جماعة الحوثي للمقاتلين في محافظة إب (وسط)، مطالباً أطراف النزاع بالحفاظ على فائدة الهدنة المستمرة منذ انتهائها بشكل رسمي والعمل على وقف دائم وغير مشروط لإطلاق النار.
ولم يستفد المواطنون من أشهر الهدنة والأشهر التي تلتها بل انعكس ذلك سلبا في حياتهم اليومية، واستغلت الميليشيا هذه الفترة لخوض حرب اقتصادية أعمق زادت من معاناة المدنيين، حيث أوقفت تصدير النفط من الموانئ اليمنية عقب استهدافها بالطيران المسير، كما ضيقت الخناق على رجال الأعمال والتجار في مناطق نفوذها وضاعفت الضرائب والجمارك.
وحتى نهاية العام 2021، قدّرت الأمم المتحدة عدد الذين قتلوا جراء الحرب في اليمن 377 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر. ما يقرب من 60 في المئة منها (نحو 226200) غير مباشرة”. والوفيات المباشرة هي تلك التي تسبب بها القتال، ونسبتها أربعون في المئة من الحصيلة، بما يعني أن عددها 150800. وبالتأكيد أن الأرقام أكبر من ذلك بكثير.
وأدّت الحرب التي أشعلتها ميليشيا الحوثي منذ نحو تسع سنوات إلى تشريد الملايين من منازلهم، وتدمير البنية التحتية وانهيار الاقتصاد ووضع ملايين الأشخاص على حافة المجاعة، وسط عجز دولي عن وقف آلة الحرب رغم المساعي الدبلوماسية المستمرة.