الاحتفال بالمولد النبوي عند المليشيا.. قطرنة حوثية للشعب على نهج طائفي وإمامي

تواصل ميليشيا الحوثي الموالية لإيران استغلال المناسبات الدينية لخدمة مشروعها الطائفي وحولتها إلى مواسم للجبايات والتحشيد واختبار الولاء الفردي والجماعي.

واختار الحوثيون اللون الاخضر كلون رسمي للولاء لمناسبة “المولد النبوي” لهذا العام في صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرتها وفقا لمعتقدات شيعية طائفية.

ويعمد السلاليون الحوثيون على اقناع اليمنيين على طلاء اجسادهم ووجوههم وسياراتهم باللون الاخضر وتعليق الزين الضوئية الخضراء وقطع القماش الخضراء على الشوارع واغرقت صنعاء ومناطق سيطرتها باللون الاخضر وحولتها الى نسخة شبيهة بشوارع طهران وقم وكربلاء في تشويه للحياة العامة وطمس للهوية اليمنية واحلال للهوية الخمينية.

ويعيد اللون الاخضر إلى الأذهان زيت القطران كعلامة للولاء عند آخر الائمة احمد حميد الدين المعروف بـ”أحمد ياجناة” حيث يروي المؤرخ والاديب اليمني الراحل عبدالله البردوني حكاية القطرنة، فقد اشاع الإمام احمد لدى العامة، ان الجن تمردوا عليه وأمر الناس ان يتقطرنوا بقطران الآبل لتحصين انفسهم من شر الجن حتى يتم السيطرة عليهم من قبله فبدأ وزيره الأول وتبعه الشعب المغلوب وشعر الإمام بالانتصار لكسبه الرهان بالانتصار على الجهل.

ويرى البردوني، أن الإمام أحمد حميد الدين لجأ الى حيلة “القطرنة” كوسيلة استبيان لمعرفة الموالين من المعارضين لحكمه ولمعرفة وعي الناس، وطلب الناس صبغ وجوههم بزيت القطران حيث يسهل كشف المعارضين.

ويرى مراقبون، أن مليشيا الحوثي تمضي على ذات النهج الإمامي حيث استبدل الحوثيون حيلة “القطرنة” بـ”الخضرنة” وفرضت اللون الاخضر على المواطنين للاحتفاء بـ”المولد النبوي”.

وغالبا ما يجاري سكان صنعاء المليشيا الحوثية في المظاهر حتى يأمنوا من مضايقاتها وبطشها والقمع حيث يرتدي قيادة الجماعة السلالية ارقى وافخر الملابس لكنهم يعمدون على حث الناس على طلاء اجسادهم بالاخضر للتأكد من مدى الولاء الجماعي والفردي.

ومنذ شهر بدأت المليشيا الحوثية التحضير لاحتفالها بـ”المولد النبوي” وكثفت استعراضها بالمظاهر الطاغية باللون الاخضر واتاحة الوقت الكافي امام فرقها المخصصة للجبايات وصولا الى يوم الاحتفال المركزي المزمع تنظيمه يوم غد الموافق 12 ربيع الاول غير ابهة بالوضع المعيشي المتردي للسكان منذ ثمان سنوات.

وتشير تقديرات الى صرف المليشيات نحو 4 مليارات ريال كقيمة الزين الضوئية والطلاء والاقمشة الخضراء للاحتفاء بمناسبة “المولد النبوي” في الوقت الذي تشهد صنعاء والمدن الخاضعة لسيطرتها انهياراً كاملاً في الخدمات وبنيتها التحتية ويموت أبناؤها من الجوع.

وتحول “المولد النبوي” وغيره من المناسبات الطائفية التي تقيمها مليشيا ايران الحوثية من مناسبة دينية جامعة في ذهنية اليمنيين إلى مناسبة فئوية طائفية وموعد لسرقة ونهب أموالهم وفرض الجبايات المالية غير القانونية عليهم بالاكراه التي تثقل كواهلهم.

ويرى الصحفي وليد العمري، ان الحوثيين يستخدمون مناسبة ذكرى “المولد النبوي” ويوظفونها مستغلين فطرة اليمنيين في محبة الرسول وتوقيره لفرض مشروعهم السياسي الذي لا تقبله الإرادة الجامعة لليمنيين.

ويقول الناشط محمد كمال في منشور بصفحته في “فيسبوك”: “لو كان رسول الله بيننا لاعتبر هذه المظاهر من ابواب النفاق والرياء ولحاسب الحاكم عليها ان تنفق من بيت مال المسلمين”.
ويضيف: “الاحتفال هو سلوك لا اهازيج واضواء”.

واختتم منشوره بالقول: “والله عيب والله عيب ان يمر العقال على بيوت الناس في سنوات قحط يجبون منهم المال.. هذه اهانة بحق الإسلام برمته لا الرسول”.

زر الذهاب إلى الأعلى