صور الأقمار الاصطناعية.. كيف تتحرك روسيا على حدود أوكرانيا؟

أظهرت صور حديثة التُقطت عبر الأقمار الاصطناعية، تعزيزات عسكرية للجيش الروسي في كل من شبه جزيرة القرم وشرق البلاد، فيما يتزايد التوتر مع الغرب، بسبب مخاوف من إقدام روسيا على اجتياح أوكرانيا.

ويخشى الغرب أن تقوم روسيا بغزو أوكرانيا، في حين تبدي موسكو تخوفا أمنيا من احتمال انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو”، قائلة إنها تريد الحصول على “ضمانات أمنية”.

وبحسب شبكة “سكاي نيوز” البريطانية، فإن الصور تظهر زيادة في عدد الخيام التي يجري إعدادها لأجل استقبال القوات الروسية وعدد من القواعد العسكرية.

وفي المنحى نفسه، كشفت صور سابقة بالأقمار الاصطناعية إقدام روسيا على نشر معدات عسكرية كبرى بجانب القواعد مثل العربات العسكرية.

ولم تكشف الصور ما إذا كان الجيش الروسي قد قام بإرسال قوات إضافية إلى قواعد عسكرية على مقربة من الحدود مع أوكرانيا.

ولم يتضح أيضا ما إذا كانت هذه المعسكرات قد جرى إعدادها لأجل استقبال عدد إضافي من القوات.

وتشمل هذه المعسكرات قواعد في شبه جزيرة القرم، وهي منطقة يقول الغرب إن روسيا ضمتها بشكل غير قانوني سنة 2014.

وهذه الصور التي جرى نشرها، يوم الأربعاء، هي الأولى من نوعها، منذ اندلاع التوتر قبل أشهر، وسط تحذير من الغرب لروسيا من مغبة الإقدام على غزو أوكرانيا.

وقال متحدث باسم شركة “Maxar” المختصة في تكنلوجيا الفضاء، إن روسيا قامت بنشر معدات عسكرية في عدد من القواعد، خلال الشهرين الماضيين، في شبه جزيرة القرم ومناطق قريبة من الحدود مع أوكرانيا.

وأضاف المتحدث باسم الشركة التي نشرت الصور، أن الجيش الروسي قام بإرسال خيام ومعدات للإيواء إلى كافة مواقع الانتشار العسكري تقريبا، سواء في بيلاروسيا أو شبه جزيرة القرم والشرق الروسي.

وأضاف المصدر أن هذه الخطوات العسكرية التي رصدتها صور الأقمار الاصطناعية تظهر أن القوات الروسية قد زادت مستوى التأهب.

وفي إحدى الصور التي التقطت في الأول من فبراير الجاري، ظهر معسكر روسي في منطقة “نوفو زيرن”، وهو منشأة أقيمت في شبه جزيرة القرم.

وهذه المنشأة العسكرية الروسية تبعد بثمانين ميلا فقط من مناطق تقع تحت سيادة أوكرانيا، وفي هذه الصورة، تظهر الخيام بشكل واضح، في إشارة إلى استعدادات روسية جارية على قدم وساق.

“صلابة روسية”
اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتن الغرب بمحاولة جر بلاده إلى الحرب وبتجاهل مخاوفها الأمنية المتعلقة بأوكرانيا، فيما تحدث نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الصراع العسكري مع روسيا لن يشمل كييف فحسب، وإنما سيؤدي إلى نشوب حرب شاملة في أوروبا.

وحشدت روسيا ما يزيد على 100 ألف جندي بالقرب من حدود أوكرانيا، وتقول دول غربية إنها تخشى من أن بوتن ربما يخطط للغزو.

وتنفي روسيا ذلك، لكنها قالت إنها ربما تخوض عملا عسكريا غير محدد ما لم تٌلب مطالبها الأمنية. وتقول دول غربية إن أي غزو سيتبعه فرض عقوبات على موسكو.

وفي أول تصريحات مباشرة له عن الأزمة منذ ما يقرب من 6 أسابيع، لم يُظهر بوتن أي علامة على التراجع عن المطالب الأمنية، التي وصفها الغرب بأنها مستحيلة وبأنها ذريعة محتملة لغزو أوكرانيا، وهو ما تنفيه موسكو.

حرب شاملة في أوروبا
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني إن الصراع العسكري مع روسيا لن يشمل بلاده فحسب، وإنما سيؤدي إلى نشوب حرب شاملة في أوروبا.

وأضاف زيلينسكي خلال لقائه مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في كييف أنهما ناقشا خطوات لاحتواء روسيا، مشيرا إلى أنه لا يمكن لأحد التنبؤ بما سيحدث بعد ذلك في المواجهة بين أوكرانيا وروسيا.

وقال زيلينسكي إن أوكرانيا تتخذ نهجا مسؤولا تجاه اتفاق مينسك لوقف إطلاق النار بشأن إنهاء الحرب في شرق أوكرانيا، لكنها تختلف مع روسيا حول كيفية تنفيذ الاتفاق.

الموقف الأميركي
وفي السياق، قال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية إن الوزير أنتوني بلينكن أبلغ نظيره الروسي سيرغي لافروف في اتصال هاتفي بأن على روسيا أن تسحب قواتها الآن من على حدود أوكرانيا إذا لم يكن في نية موسكو غزو جارتها.

وقال المسؤول إن بلينكن ولافروف أجريا محادثة “صريحة للغاية”، لكن المسؤول أضاف أنه لم تحدث انفراجة أو اتفاق خلال المحادثة، وأن واشنطن لم تر أي علامة على أرض الواقع لخفض محتمل في التصعيد.

وقال المسؤول مشترطا عدم الكشف عن هويته: “نواصل سماع تلك التأكيدات على أن روسيا لا تنوي الغزو لكن المؤكد أن كل إجراء نراه يقول العكس مع استمرار حشد القوات وتحريك الأسلحة الثقيلة إلى الحدود”.

وأضاف المسؤول “إذا كان الرئيس بوتن لا يريد حقا الحرب أو تغيير النظام في أوكرانيا، بحسب ما قاله بلينكن للافروف، فإن الوقت الحالي هو وقت سحب القوات والأسلحة الثقيلة والدخول في حوار جاد يمكن أن يحسن الأمن الجماعي الأوروبي”.

زر الذهاب إلى الأعلى