لا مسؤولية للتحالف.. الحوثيون يعودون إلى «سياسة التعتيم» من جديد عبر قطع شبكة الإنترنت
كذّبت مصادر في شركة “تليمن” المزود الوحيد لخدمة الانترنت في اليمن -ما عدا عدن- رواية المليشيا الحوثية المدعومة من إيران بتحميلها التحالف العربي مسؤولية قطع شبكة الإنترنت في اليمن؛ مؤكدة أن الحوثيين قطعوا شبكة الإنترنت في عموم البلاد منذ منتصف الليلة الماضية من مقر الشركة في العاصمة صنعاء.
والليلة الماضية استهدف التحالف العربي مواقع وثكنات للمليشا الحوثية في محافظة الحديدة، وأكد في بيان أنه استهدف “أحد أوكار عناصر القرصنة البحرية والجريمة المنظمة بالحديدة”، غير أن مليشيا الحوثي لجأت بعد ساعتين من القصف إلى قطع شبكة الإنترنت عم عموم البلاد.
وتزعم المليشيا الحوثية وفق وسائل إعلامها، أن الغارات الجوية تسببت في قطع كابل الألياف الضوئية في الحديدة، ما تسبب في فقدان خدمة الانترنت؛ إلا أن مصادر محلية أكدت أن شبكة الانترنت ظلت تعمل لساعتين بعد القصف بحالتها الطبيعة، وهو ما يكذب رواية المليشيا الحوثية التي عمدت إلى قطع الشبكة وحاولت في ذات الوقت تحميل التحالف المسؤولية.
في السياق، نقل الصحفي والمدّون محمود الطاهر عن مصدر عامل في شركة تليمن، أن مليشيا الحوثي الإرهابية استدعت موظفي الشركة التقنيين عند الساعة الحادية عشرة ليلًا إلى مقر الشركة في صنعاء وطلبوا منهم فصل الخدمة بشكل كامل.
وقال المصدر إنه في حال ثبتت رواية المليشيا الحوثية المزورة، فإن لدى شركة تليمن عدة بوابات بديلة لكابل الألياف الضوئية في الحديدة، وهي “بوابة المهرة، بوابة عدن” بالإضافة إلى شبكة الإنترنت الفضائي الذي يستخدم في حالات الطوارئ؛ مؤكدا أن للحوثيين مآرب وأهداف جعلتهم يلجأون إلى قطع شبكة الإنترنت مستغلين استهدافات التحالف في الحديدة لإلقاء المسؤولية عليه.
بدورهم، أشار ناشطون إلى أن السبب وراء قطع شبكة الإنترنت من قبل مليشيا الحوثي قد يعود إلى مخاوفها من حالة السخط الشعبي المنددة بسياسات الجماعة المدعومة من إيران، لا سيما بعد استهدافها ابو ظبي في هجوم إرهابي يلبي أجندة إيران، وانتكاساتها الميدانية في جبهات القتال التي تحولت إلى حالة من الصخب والبهجة الجمعية في أوساط اليمنيين.
وذكر الناشطون، أن خسائر المليشيا في جبهات القتال ألقت بظلالها على وسائل التواصل الاجتماعي التي تحولت إلى منصات لتداول اخبار الانتصارات الحاصلة في شبوة ومأرب، ما حدى بالمليشيا إلى قطع شبكة الإنترنت ضمن سياسة التعتيم سعيا منها لحجب حقائق هزائمها عن الرأي العام.
في السياق، زادت المطالبات الشعبية الداعية الحكومة الشرعية بنقل الصفر الدولي من صنعاء إلى عدن، والبدء بتشغيل شبكات الاتصال والانترنت من عدن لسحب البساط من تحت المليشيا الحوثية التي استغلت شبكات الاتصال في عمليات التجسس والاستغلال وجني الأموال، وحتى تعتيم الرأي العام بحجب الحقائق والتحكم بعمليات التصفح وفق اهوائها.