الحوثي وشعار السلطة أو الموت (تقرير)
إما الحكم أو الموت.. شعارٌ دأبت عليه مليشيا الكهنوت لحكم اليمنيين، وحددت مصير الشعب وخيرته بين خيارين لا ثالث لهما، إما الانضمام إلى مشروعها التوسعي الإجرامي أو تحويل مناطقهم إلى أرض محروقة يطل منها الموت بأبشع صوره وأشكاله.
التسيّد على الشعب محاولة حوثية دأبت عليها منذ سيطرتها على مؤسسات الدولة، حالمة بإعادة ماضي التخلف والرجعية وحكم اليمنيين بنزعة كهنوتية ناسفة لكل معاني الديمقراطية التي عاشها الشعب عقب ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة.
خرج الحوثي حينها في العام 2014 شاهرًا سيفه بحجة إسقاط الجرعة، والتف معه حينها بعضا ممن غرر به فاظهر ما كان يخفي وتجلى المسعى الخبيث القاضي بحكم الناس بفوهات البندقية، وجرع الشعب الويل والدمار والخراب فارضًا على الشعب طاعته بحجة انتسابه لآل البيت.
“الولاية” و “الخلافة”، الأولى انتهجها الحوثي وهي واحدة من المعتقدات الكهنوتية البديلة عن الديمقراطية، أما الثانية فالإخوان المسلمين أصحابها، وهي فكرة عنصرية تزعم الحق في الحكم وتتعارض مع مشروع الجمهورية والمواطنة المتساوية، وكلا المصطلحين سُفك من أجله أنهار من الدماء الرافضة لفكرة العبودية والخضوع لمن جعلوا من الدين عباءة لتنفيذ أجندات خارجية.
تقارير سابقة أكدت أن الحوثي ومؤيديه لا يتجاوزون 10% من نسبة الشعب، وهؤلاء هم من المنبوذين في المجتمع اليمني المؤمن بالحرية والديمقراطية، وهي نسبة تسعى لحكم اليمن واليمنيين بقوة السلاح وإخضاع عامة الشعب بسلطة الكهنوت الإمامي بالرغم من علمهم المطلق بعدم وجود الحاضنة الشعبية لهم في البلاد، إلى أن الحقد الدفين يدفعهم لقتال الشعب وبسط النفوذ في ربوع الوطن.
يقول عبدالملك الحوثي ومن قبله الهالك حسين الحوثي، إن فكرة “الولاية” وحكم اليمنيين هي توجيهات إلهيه باعتبارهم من السلالة الهاشمية، بينما يتعارض ذلك مع ديننا الإسلامي أولا، ودستور الجمهورية اليمنية ثانيا الذي أعطى المواطنة المتساوية للجميع.
هنا يسأل سائل لماذا يرفض الحوثي الدخول في انتخابات حرة ونزيهة لحكم الشعب؟
بلا شك.. كيف لجماعة لا تمتلك قاعدة جماهيرية جاءت من كهوف مران حاقدة ومنتقمة من شعب أعزل، مدعية بذلك الحق الإلهي في الحكم أن تقبل الدخول في منافسة انتخابية تكون الغلبة فيها لمن يمتلك حاضنة شعبية.
ويسأل الكثير: كيف يمكن أن نصل إلى سلام دائم ومستدام، ويتعايش اليمنيين، في ظل وجود طائفة متطرفة تملك السلاح، وتعتقد أن لها الحق الإلهي في حكم الإنسان، وكيف يمكن أن نقنع الحوثي بأن “الولاية” خرافة ووهم، صنعها القادمون من طبرستان في إيران لفرض الهيمنة.
إن السلام هو الطريق الصحيح لتجنب المزيد من الحرب والدمار وسفك الدماء وإقناع الحوثيين بأهمية التعايش، لكن حقيقة المشروع الكهنوتي، وتاريخها الطائفي يفرض على الجميع خيارات الواقع الراهن.
السلام والتعايش أمر صعب وكارثي على الحوثيين، لأن ذلك مشروطًا بإقناعه أن لا وجود شيء اسمه “ولاية”، فلا سلامًا حقيقيًا، طالما أصر الحوثي على نهجه في استعباد الناس، ونهب حقوقهم، وقمع حريتهم، وسفك دمائهم، ومنع حرية المعتقد لدى العامة، وفقًا لخرافة “الولاية”.
يجزم الغالبية من حاول التعايش مع الحوثي، وفشل، أن طريقة السلام والتعايش في اليمن، هو قوة القانون والدستور، وهذا لن يكون إلا بإزاحة أو إزالة المعرقل لتنفيذه، ولابد من أن يخضع الحوثي لقوة هذا القانون، وهذا لن يكون أيضًا إلا بهزيمة مشروعة في اليمن.