في 100 يوم.. كورونا يغير وجه العالم
تحذير، فجائحة، فتغيير لوجه الحياة كما نعرف… ففي الساعة الواحدة وثماني وثلاثين دقيقة من اليوم الأخير من العام 2019 وفيما العالم يستعد لإغلاق صفحة العقد الأول من الألفية الثانية، أعلنت الحكومة الصينية عن رصد “التهاب رئوي مجهول المصدر” في المنطقة المحيطة بسوق بيع الأطعمة البحرية بمدينة ووهان الصناعية التي تضم 11 مليون نسمة.
وعلى مدى ال100 يوم التالي شلّ الفيروس المكتشف طرق السفر الدولية والحركة الاقتصادية وحجز نصف البشرية داخل منازلها وأصاب أكثر من مليون شخص بالعدوى بما في ذلك رئيس وزراء بريطانيا ووريث العرش ونائب الرئيس الإيراني وإدريس إلبا، ومتنبئاً بموت 75 ألف شخص بمنتصف أبريل الحالي.
كل ذلك لم يكن متخيلاً في ديسمبر الذي انطوى على حقبة البريكسيت والحرب الأهلية في سوريا وفورة التواصل الاجتماعي وأزمة اللاجئين وعودة المدّ القومي.
وفي اليوم الأول من 2020، برز مشهد الشرطة في ووهان وهي تأخذ العينات وتطالب أصحاب المتاجر بإقفالها، فيما الرسائل المقلقة تعصف بمواقع التواصل الصينية وتحذيرات من عوارض أشبه بسارس ومراقبة السلطات بتايوان وفحص الوافدين عبر الحدود في كل من تايبي وهونغ كونغ وسنغافورة، نقلاً عن “غارديان” البريطانية.
وفي اليوم التاسع تمّ تحديد المرض: نوعان من فيروس كورونا، هما سارس وميرس أطلقا شرارة وباء القرن. وما كاد يمضي أسبوع واحد حتى أكدت السلطات الصحية في ووهان وجود حالة فيروس كورونا الجديد تسلل بعدها إلى تايلاند وسجل أول حالة وفاة لوافد من ووهان.
وتبين في خلاصة اليوم العشرين أن المرض لا ينتقل من شخص لآخر وفق الحكومة الصينية لكنه سجل انتشاراً حول العالم في كل من اليابان وكوريا الجنوبية وأميركا وسط حالة من الرعب في ووهان.
أما في الرابع والعشرين من يناير وعشية عطلة السنة القمرية الجديدة تغلق أبواب ووهان وتعلّق غالبية المواصلات من وإلى المدينة بعد تقصي أكثر من 800 إصابة و25 حالة وفاة. الفيروس تفشى ووصل إلى أوروبا في ظل إعلان دونالد ترامب من دافوس أن الأمور في بلده تحت السيطرة. الحجر المنزلي يتسع ليطال 56 مليون في الصين والوضع يوصف بالخطير.
ويسطّر آخر يوم من يناير إعلان انسحاب بريطانيا رسمياً من الاتحاد الأوروبي ويقفل على تأكيد بأن تفشي كورونا سيتخطى سارس وأنه حطّ في المملكة المتحدة وسجل أولى الحالات في كل من إسبانيا وإيطاليا. وبالرغم من عدم وجود حالات وفيات خارج الصين إلا أن العداد في الداخل يسجل 258 و11 ألف إصابة. وتعلن أميركا منع دخول الأجانب الوافدين من الصين.
وفي الرابع من فبراير أي في اليوم السادس والثلاثين عداد الإصابات في الصين إلى ارتفاع متخطياً العشرين ألف إصابة ومسجلاً 425 حالة وفاة. مراكز مكافحة الأمراض واتقائها في أميركا تبدأ توزيع معدات إجراء الفحوصات وألمانيا وكوريا الجنوبية تجري 12 ألف فحصاً في اليوم على الأقل. أما ترامب فيعلن أنه في أبريل مع ارتفاع حرارة الطقس فإن الفيروس سيختفي سحرياً.
حالة من الترقب تسود اليوم الخمسين في كوريا الجنوبية وتسبب القلق للسلطات،وتسجل مدينة قم الإيرانية أولحالتين مؤكدتين، في حين تواصل ميلانو دوري الأبطال ويتهافت آلاف الإسابن إلى عاصمة لومبارديا لحضور المباريات حيث ثلث سكان بلدة بيرغامو حاضرون في ملعب سان سيرو. أما فيروس كورونا فبالكاد يتم ذكره في أميركا.
الخامس والعشرين من فبراير، عتبة الحالات العالمية المسجلة تتخطى عتبة الثمانين ألف، وللمرة الأولى منذ منذ إعلان حالة تفشي الوباء تفوق الحالات المثبتة خارج الصين داخلها. وتشهد إيطاليا انطلاق عداد الوفيات ويبدأ الحجر على 50 ألف مواطن، فيما تعتبر إيران الدولة الأكبر من حيث الوفيات خارج الصين وتسجل إصابات في صفوف الرسميين. وتعلن أميركا عن الإصابة ال14 مع تأكيد على سيطرتها على الموقف.
ستة أضعاف حالات الوفيات تسجل في إيطاليا في ستة أيام بتاريخ السادس من مارس، وتتوفى أول سيدة بريطانية بالتزامن مع امتعاض جونسون من مبدأ عدم المصافحة. وفي اليوم ال71 يعلن ترامب في تصريح نادر يصدر عن المكبب البيضاوي أن الإدارة الأميركية تبذل أقصى الجهود لمواجهة الوباء بعد تسجيل 16 ألف حالة ووفاة ألف شخص. وتصنف منظمة الصحة العالمية “كوفيد-19” بالجائحة.
تنغلق الحدود بين دول الاتحاد الأوروبي في اليوم في اليوم ال77 وتغلق القارة حدودها مع العالم ويعلن رئيس فرنسا “أننا في حرب.” ويذهب شارع 10 داونينغ لمراجع استراتيجيته، وتسجل 160 ألف حالة في العالم.
وفي الثامنة وأربعين دقيقة بتوقيت غرينيتش من اليوم ال93 تعلن جامعة جون هوبكينز تخطي عدد الإصابات المؤكدة عالمياً للمليون، ويحذر ترامب من أسبوعين مؤلمين.
ويشهد اليوم ال99 على مكوث بوريس جونسون في العناية المركزة في المستشفى، مقابل إعلان الصين أول يوم يسجل صفر إصابات. أما الوفيات في العالم تتخطى ال75 ألفاً والإصابات 1.3 مليون أما حالات الشفاء فتطال 270 ألفاً في ظل غياب استراتيجية متفق عليها لعودة الحياة إلى طبيعتها.
المصدر: البيان