الحوثيون يعلنون عن تفاهمات مع الإصلاح ويتسلمون 14 أسيرًا
أعلنت جماعة الحوثي الموالية لإيران في اليمن، السبت 28 مارس 2020،، استلام 14 من أسراها لدى القوات الحكومية، في محافظة الجوف، “عبر تفاهمات محلية”.
وقال مسؤول ملف الأسرى بالجماعة الإرهابية، عبد القادر المرتضى، عبر “تويتر”، إنه “تم تحرير 14 من سجون القوات الحكومية، في محافظة الجوف (شمال)”.
وأضاف المرتضى أن “العملية تمت عبر تفاهمات محلية”.
ولم يوضح المسؤول الحوثي المزيد من التفاصيل حول هذه التفاهمات؛ إلا أنه عادة ما تتم صفقات تبادل أسرى بين القوات المحسوبة على الحكومية اليمنية والحوثيين عبر وساطات من شخصيات اجتماعية وقبلية بارزة.
ولم يصدر أي تعليق من الحكومة اليمنية حول ما أورده “المرتضى”.
والجمعة 27 مارس 2020، طالب اللواء أمين العكيمي محافظ محافظة الجوف (شمال شرق)، في رسالة إلى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بتشكيل لجنة تحقيق في سبب سقوط مركز المحافظة (الحزم) والمديرات المجاورة لها.
وقال محللون سياسون، إن رسالة العكيمي، تشير إلى إدراكه أن هناك تفاهمات إخوانية حوثية، وهي كانت سبب في سقوط نهم والجوف، وهي تبدو أيضًا رسالة مبطنة، يقول العكيمي لهادي، إن مأرب ستسقط في القريب العاجل وعليك أن تتخذ تدابير سريعة لإزاحة حزب الإصلاح من المراكز العسكرية والسياسية للحكومة اليمنية.
وخلال الأيام القليلة الماضية، تزايدت مطالب منظمات حقوقية وإنسانية محلية ودولية وأممية بضرورة قيام أطراف النزاع في اليمن بوقف إطلاق النار وتحرير الأسرى لدى الجانبين، تزامنا مع مخاوف فيروس كورونا.
ومنذ 18 يناير 2020 صعدت المليشيا الحوثية الموالية لإيران، العمل العسكري في كافة الجبهات، بعد أشهر من توقفها، بسبب الضغوط الدولية على التحالف العربي، لمنح فرصة لعملية السلام؛ إلا أن الحوثيين، استغلوا الهدنة غير المعلنة، لاستجماع قواهم وتحويل دفاعهم إلى الهجوم.
وفي 29 يناير، أعلن الحوثيون، إطلاق عملية اسموها ” البنيان المرصوص”، تمكنوا من خلالها السيطرة على 2500 كيلوا متر شرقي العاصمة اليمنية صنعاء، واحتلال مديريات في مأرب والجوف، كتأكيد لنسف العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة في اليمن.
وتشهد اليمن منذ أكثر من خمس سنوات حربا عنيفة أدت إلى خلق واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، حيث بات 80% من السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، ودفع الصراع الملايين إلى حافة المجاعة.
وتقول الأمم المتحدة إن الصراع اليمني أدى إلى مقتل وجرح 70 ألف شخص، فيما قدرت تقارير حقوقية سابقة أن النزاع أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 100 ألف يمني.
واقتحم الحوثيون العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر، ووضعوا قيادات الدولة تحت الإقامة الجبرية، إلا أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تمكن من الفرار، ودعا دول الخليج للتدخل في اليمن.
ومنذ 26 مارس 2015، شكلت المملكة العربية السعودية تحالفًا عربيًا لدعم الشرعية في اليمن، إلا أنها بعد خمس سنوات لم تتحقق الأهداف كاملة، بسبب تخاذل الإخوان المسلمين في هذه الحرب، وتواصلهم مع الحوثيين سرًا.
وتحتاج اليمن في الوقت الراهن، إلى هيكلة حقيقية للجيش وللحكومة اليمنية، وتشكيل تحالف يمني حقيقي بعيدًا عن الإخوان المسلمين أو القوى المشكك بها في التواصل مع المليشيا الحوثية، أو مستفيدة من بقاء اليمن على الوضع الراهن.