اعتقال قيادات عسكرية يمنية بتهمة الخيانة
اعتقلت وزارة الدفاع الإثنين 10 مارس 2020، عددًا من قياداتها العسكرية، بتهمة التسبب في سقوط جبهة نهم ومدينة الحزم عاصمة ومركز محافظة الجوف بأيدي الحوثيين.
وأفادت وسائل إعلامية نقلا عن مصدر عسكري (دون أن تكف عن اسمه)، أن وزارة الدفاع أوقفت قائد اللواء 29 ميكا العميد “يحيى حنشل” في دائرة الأمن العسكري، بتهمة التسبب بسقوط جبهة نهم، كما اعتقلت “جلال الجندي” قائد إحدى كتائب اللواء 29 ميكا الخاضع عملياتيا في نطاق المنطقة العسكرية السابعة.
ووفقًا للمصدر، فإن الإستخبارات العسكرية التابعة للجيش أعتقلت رئيس شعبة إستخبارات المنطقة العسكرية السادسة، العقيد “علي الصلاحي”، ووجهت إليه تهمة العمل مع الحوثيين والتراسل مع قياداتهم العسكرية.
ولم يتسنى لنا التأكد من مصدر عسكري رسمي في وزارة الدفاع، غير أن اختراق الأسرة الهاشمية للجيش اليمني، وسقوط الجبهات العسكرية بسرعة كبيرة، يشير إلى أن هناك خيانة.
وفي 29 يناير، أعلن الحوثيون، إطلاق عملية ما اسمتها ” البنيان المرصوص”، تمكنت من خلالها السيطرة على 2500 كيلوا متر شرقي العاصمة اليمنية صنعاء، واحتلال مديريات في مأرب والجوف، كتأكيد لنسف العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة في اليمن.
وتشهد اليمن منذ أكثر من خمس سنوات حربا عنيفة أدت إلى خلق واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، حيث بات 80% من السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، ودفع الصراع الملايين إلى حافة المجاعة.
وتقول الأمم المتحدة إن الصراع اليمني أدى إلى مقتل وجرح 70 ألف شخص، فيما قدرت تقارير حقوقية سابقة أن النزاع أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 100 ألف يمني.
واقتحم الحوثيون العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر، ووضعوا قيادات الدولة تحت الإقامة الجبرية، إلا أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تمكن من الفرار، ودعا دول الخليج للتدخل في اليمن.
ومنذ 26 مارس 2015، شكلت المملكة العربية السعودية تحالفًا عربيًا لدعم الشرعية في اليمن، إلا أنها بعد خمس سنوات لم تتحقق الأهداف كاملة، بسبب تخاذل الإخوان المسلمين في هذه الحرب، وتواصلهم مع الحوثيين سرًا.
وتحتاج اليمن في الوقت الراهن، إلى هيكلة حقيقية للجيش وللحكومة اليمنية، وتشكيل تحالف يمني حقيقي بعيدًا عن الإخوان المسلمين أو القوى المشكك بها في التواصل مع المليشيا الحوثية، أو مستفيدة من بقاء اليمن على الوضع الراهن.