رغم الاتهامات..شركات الدواء خط الدفاع الأول ضد «كورونا»

مع ظهور فيروس كورونا الجديد نشطت نظرية المؤامرة التي تتهم شركات الدواء بتضخيم أخبار الفيروس ودفع العالم إلى اللهفة على إنتاج أمصال فعالة لوقف سرعة انتشاره وتحقيق أرباح خيالية. ورغم هذا الاتهام، فإن العالم يظل ينظر إلى شركات الدواء وخبرائها بإنتاج اللقاح اللازم وإنقاذ العالم، فهي تظل خط الدفاع الأول عن حياة الناس بالرغم من كل الاتهامات.

ونجحت الشركات المتخصصة في صناعة الأدوية، والشركات المصنّعة لمنتجات الحماية الكيميائية، في تحقيق أرباح هامة بسرعة كبيرة في الأيام الأولى للفيروس الجديد. كما كشفت أخبار البورصات العالمية عن ارتفاع أسهم أغلب شركات الأدوية المعروفة، وخاصة الشركات التي تنتج الكمامات الطبية والمواد الكيميائية الواقية.

وهدّأت تصريحات خبراء صناعة الأدوية من المخاوف، لكن ذلك لم يوقف انتشار نظريات المؤامرة. ومنذ أسبوع، نشرت صحيفة “الواشنطن تايمز” مقالا يلمّح إلى تورط مختبر عسكري موجود في مدينة ووهان، التي انطلق منها الفيروس، في تفشّيه.

ويشير المقال إلى رواية تزعم بحث المختبر الذي تديره الحكومة الصينية، وهو معهد ووهان لعلم الفيروسات، في التطبيقات العسكرية لفيروس كورونا مما يجعله مصدرا محتملا لهذا التفشي.

ويتمثل الأساس الوحيد لهذا الادعاء في اقتباس من ضابط المخابرات الإسرائيلي السابق، داني شوهام، الذي يتمتع بخبرة في الحرب البيولوجية. وتحدث شوهام للتايمز عن احتمال عمل بعض المخابر التابعة للمعهد في مجال الأسلحة البيولوجية، من حيث البحث والتطوير. لكنه لا يعتبرها مرفقا رئيسيا لصنع الأسلحة البيولوجية.

وفي حين لم يقل شوهام إن تفشي المرض نشأ عن سلاح بيولوجي، فإن منافذ أخرى اعتمدت هذه التصريحات للترويج للفكرة “من مصدر موثوق”.
ونشرت محطة إذاعية من تكساس القصة على موقعها، وخلصت إلى أن “بعض خبراء المخابرات يعتقدون أن قسم الأسلحة البيولوجية التابع للجيش الصيني قد يكون مسؤولا عن التفشي”.

وتطرقت كاتبة العمود في صحيفة “تورنتو صن” الكندية، كانديس مالكولم، إلى النظرية في برنامجها على موقع يوتيوب، وتساءلت “لماذا لا تتحدث وسائل الإعلام عن أصل هذا الفيروس القاتل؟ هل يمكن ربطه ببرنامج الحرب البيولوجية الصيني؟”.

وبدأ موقع “غريت غيم أنديا”، وهو موقع صغير يبث نظريات المؤامرة، في نشر تقارير تدّعي بيع الباحثين الكنديين لهذه السلالة من الفيروس إلى الصين. واتهم الموقع زيانجو كيو، التي كانت باحثة في المختبر الوطني للميكروبيولوجيا في وينيبيغ، وهو مختبر تديره الحكومة ويختص في مجال اللقاحات والأدوية لعلاج مختلف الأمراض المعدية، بما في ذلك الإيبولا.

وعلى الرغم من أن الشرطة الكندية أخرجتها من المختبر سنة 2019 في إطار تحقيقات كانت جارية، يبقى تورّطها مجرد ادعاءات كاذبة، حيث تعاونت مع المخابر في الصين لإيجاد علاجات للأمراض القاتلة والمعدية. وأكد أشخاص مطلعون على القضية أن خروجها من المختبر لا يتجاوز مجرّد جزء من مسألة بروتوكولية.

وشارك 6 آلاف شخص النظرية على فيسبوك وأعاد المئات تغريدها على تويتر. وامتدت الادعاءات منذ ذلك الحين إلى شبكة من المواقع الأقل شهرة.

وقال الأستاذ في جامعة تورونتو ومؤلف نشرة للجمعية الدولية للأمراض المعدية، ديفيد فيسمان، إن هذا الفيروس جديد بالتأكيد. ويمكن أن تسبب الفيروسات الجديدة، وخاصة تلك التي تنتشر بسرعة، الذعر. وأكد أن الذعر يؤدي إلى “توجّه الناس إلى نظريات المؤامرة”.

المصدر: وسائل إعلام

زر الذهاب إلى الأعلى