هل قصدت إيران إسقاط الطائرة الأوكرانية؟

قد لا يبدو للمتابعين أن إسقاط النظام الإيراني للطائرة البوينغ 737 الأوكرانية فجر الأربعاء 8 يناير 2020، من طهران باتجاه كييف، أن ذلك مخططًا له بعناية فائقة، بهدف إخراج نفسها من مأزق الرد على مقتل سليماني.

إيران استطاعت أن تخرج نفسها من أزمة مقتل زعيمها قاسم سليماني بضرب الطائرة المدنية الأوكرانية وتحول الأنظار إلى مأساة الطائرة المدنية، وبالتعاون مع أمريكا وبعض الدول، وهذه ليست المرة الأولى في التاريخ.

في الثامن عشر من شهر يوليو 1981 للميلاد رصدت الرادارات السوفياتية جسما غريبا يقترب من مجالها الجوي في أذربيجان التي كانت تتبع الاتحاد السوفياتي، فانطلقت مقاتلة سوفياتية من طراز سوخوي لتكتشف أن ذلك الجسم الغريب هو عبارة عن طائرة لا يعرف مصدرها لتُسقط المقاتلة السوفياتية تلك الطائرة بالقرب من العاصمة الأرمينية يريفان التي كانت أيضا تتبع الاتحاد السوفياتي قبل تفككه.

ليكتشف السوفيات سرا خطيرا وهو أن تلك الطائرة كانت تابعة لشركة اوروليو الأرجنتينية وأنها كانت عائدة من العاصمة الإيرانية طهران بعد أن حملت أسلحة أمريكية قادمة إلى إيران من تل أبيب في إسرائيل.

وما هي إلا أيام حتى انكشفت خيوط فضيحة سياسية كبيرة هزت العالم بأسره وهي الفضيحة التي عُرفت في وسائل الإعلام باسم فضيحة إيران كونترا او إيران كونترا غيت.

والتي اتضح من خلالها وجود علاقات عسكرية سرية لإيران مع كل من أمريكا وإسرائيل وان أمريكا كانت تبيع إيران الأسلحة عن طريق تل أبيب.

بعد ذلك كشف الكاتب الإسرائيلي رونين بيرغمان النقاب عن وجود تعاون إيراني إسرائيلي استمر طيلة فترة الحرب الإيرانية العراقية خلال ثمانينيات القرن الماضي قامت إسرائيل فيها ببيع معدات حربية ضخمة قُدرت بمآت الملايين من الدولارات سرا إلى إيران لدعمها في حربها ضد العراق.

في حين وقّع رجل الأعمال الإسرائيلي وضابط الموساد السابق ياكوف نمرودي وهو من يهود العراق صفقة عسكرية مع إيران تقدر قيمتها بأكثر من مئة وخمسة وثلاثين مليون دولار تقوم إسرائيل بموجبها بإمداد إيران بأسلحة متطورة وصواريخ أمريكية إضافة لمنظومة دفاع صاروخي متوسطة المدى من نوع ارض جو والمعروفة بصواريخ هوك في حين كان المستشارون الإسرائيليون يقدّمون الخطط العسكرية لقوات الحرس الثوري الإيراني طيلة فترة الحرب الايرانية ضد العراق.

وقامت القوات الجوية الإسرائيلية بتدمير مفاعل تموز النووي العراقي بعد محاولة إيرانية فاشلة سبقت تلك العملية الإسرائيلية ، واستمر الدعم الإسرائيلي لإيران طيلة فترة الحرب الممتدة لثماني سنوات. ووفقا للكاتب تريتا بارسي فإن إسرائيل زوّدت إيران في تلك الحرب بثمانين بالمئة من الأسلحة التي استوردتها طيلة فترة الحرب .

وفي الوقت نفسه ظل الخميني قائد الثورة الإيرانية وعلماء إيران يصرّحون طيلة فترة الحرب في العلن أنهم أقاموا جمهورية إسلامية معادية لأمريكا وإسرائيل وقوى الاستكبار العالمي بينما كانت تتعامل إيران في الخفاء مع أمريكا وإسرائيل وظلت تصرّح في وسائل الإعلام أن أمريكا هي الشيطان الأكبر وأنهم يريدون إزالة إسرائيل من على وجه الأرض وكان شعار جيشها المزود بالسلاح الأمريكي الإسرائيلي الموت لأمريكا الموت لإسرائيل، وهي اليوم تدعي دبلوماسيتها أنها تقود محور الممانعة والمقاومة في المنطقة.

بينما كتائبها تقاتل في دمشق وبغداد وصنعاء، علما أن هذه الدولة لم تخض أي حرب مباشرة ضد إسرائيل في تاريخها.

فؤاد محمد 

زر الذهاب إلى الأعلى