طفل في مأرب يواجه الإخفاء القسري والموت لدفاعه عن نفسه من ذئب بشري
لم يكن يعرف أسامة علي مارش، عندما ودع أمه الأرملة، ذاهبًا للعمل من أجل إعالتها، أن يجد نفسه ملقيا في السجن، لكونه دافع عن عرضه وشرفه، من ذئب بشري، ينتمي لأحد جماعات الاسلام السياسي الذي تنتشر هذه بشكل كبير لتحقيق أهداف سياسية.
غادر أسامة، من قرية شلف في العدين بمحافظة إب وسط اليمن، وهو لم يتجاوز الـ14 ربيعًا، نتيجة للفقر المدقع التي تسبب بها الحوثيين في المناطق التي يسيطرون عليها، وذهب إلى مأرب ليجد عملًا هناك لعل أن يجد ما يستطيع أن يجود به إلى أمه التي تعاني هي الأخرى من مشرفي الحوثيين في المنطقة الذين يتاجرون بالمواد بالإغاثات والصدقات المخصصة لمساكين ويتامى وفقراء المنطقة.
ويقول نبيل فاضل، رئيس المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر، أن الطفل أسامة علي مارش ١٤ سنه، يتيم الأب، ترك القرية بسبب الفقر والحالة الصعبة التي يعيشها، وانتقل الى مأرب للعمل في “بوفي” مع أحد أبناء المنطقة حتى يوفر “كم ريال” ويرسل به إلى أمه وخواته في القرية.
وأوضح فاضل، أن أسامة تعرف على شخص في مأرب، اتضح أنه ينتمي إلى حزب الإصلاح (إخوان اليمن)، دعاه لتناول وجبة الافطار، فذهب إليه أسامة بحسن نية وبحماسة الطفل القروي الذي لم يزر المدينة من قبل، ولثقته أنه في حضرة مأرب ورجالها المعروفين بالكرم والجود ولم يكن يعلم أنه في حضرة ذئب بشري لا يمثل مأرب ولا أهلها.
وأكد، رئيس المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر، أن المجني عليه محاول الاعتداء الجنسي على الطفل أسامة جنسيًا، وهو ما دفع الأخير للاشتباك معه وادى ذلك الى إصابة المتحرش بطعنة بالسكين أودت بحياته، وكان الطفل حينها يدافع عن نفسه وعن شرفه.
وكشف، أن الولد اليتيم الذي ليس له ظهر يدافع عنه، يتعرض للتهديد بالتصفيه داخل السجن ويمنع عنه حتى الزيار، مطالبًا، السلطة وعلى رأسها محافظ المحافظة ومدير الأمن ونيابة المحافظة وقبائل مأرب والمنظمات والناشطين التدخل وحماية الطفل وتقديم له الحماية القانونية.