السعودية ستتخذ إجراءات “مؤلمة” لخفض النفقات بسبب كورونا
قال وزير المالية السعودي محمد الجدعان، السبت، إن المملكة ستتخذ إجراءات “مؤلمة” لخفض النفقات في ظل تراجع الإيرادات بسبب أزمة “كورونا”.
وأضاف الجدعان، في مقابلة مع قناة “العربية” المحلية، أن السعودية يجب أن تخفض مصروفات الميزانية بشدة؛ نظرا لانخفاض الإيرادات النفطية لأقل من النصف وتراجع الإيرادات غير النفطية بسبب الإغلاق في إطار إجراءات مكافحة “كورونا”.
وأضاف أن بلاده “ستتخذ إجراءات صارمة جدا”، وقد تكون “مؤلمة”، وأن “جميع الخيارات مفتوحة حاليا” للتعامل مع الأزمة.
وأكد على أن بعض المشاريع سيمدد أجل تنفيذها بسبب إجراءات مواجهة “كورونا” (حظر التجول وإغلاق الأنشطة الاقتصادية).
والسعودية هي أكبر مُصدر للنفط في العالم وثالث أكبر منتج له، وتعتمد ميزانيتها عليه بنسبة 70 بالمائة تقريبا.
وفقدت أسعار النفط نحو 60% من قيمتها منذ مطلع العام بسبب تراجع الطلب على الخام جراء الإغلاق للحد من تفشي “كورونا”.
وذكر الجدعان أن أرقام الميزانية للربع الأول لم تعكس أثر “كورونا” بشكل كبير، والأثر الحقيقي سيظهر في الربع الثاني وما يليه.
وسجلت ميزانية السعودية عجزا بقيمة 34.1 مليار ريال (9.1 مليارات دولار) خلال الربع الأول من العام الجاري.
فيما عدلت وكالة “موديز” للتصنيف الائتماني، الجمعة، النظرة المستقبلية للسعودية من مستقرة إلى سلبية، وأكدت تصنيفها السيادي عند A1.
وفيما يخص الدين، قال الجدعان إنه سيتم اقتراض 220 مليار ريال (58.7 مليار دولار) بزيادة 100 مليار ريال (26.7 مليار دولار) عما كان مخططا له قبل “كورونا”.
وارتفع الدين العام السعودي 6.7 بالمئة إلى 723.5 مليار ريال (192.9 مليار دولار) في نهاية الربع الأول، مقارنة بنهاية 2019.
وتوقعت المملكة ارتفاع عجز ميزانيتها العام الجاري إلى ما بين 7 ـ 9 بالمئة بعد تفشي الفيروس، مقارنة بـ6.4 بالمئة في توقعات سابقة.
وخفضت الحكومة ميزانيتها بواقع 50 مليار ريال (13.3 مليار دولار) عقب كورونا، وفق تصريحات سابقة للوزير ذاته، لكنه قال في مقابلة اليوم إن “التخفيض غير كاف”.
وأعلنت السعودية، موازنة 2020 بإنفاق 272 مليار دولار، مقابل إيرادات بـ222 مليار دولار، متوقعة عجزا قيمته 50 مليار دولار.
وقال الوزير: “لا السعودية ولا العالم سيعودان كما كانا قبل كورونا.. الأزمة لا مثيل لها منذ الحرب العالمية الثانية”.
وحتى مساء السبت، سجلت السعودية 25 ألفا و459 إصابة بكورونا منهم 176 وفاة، و3 آلاف و765 متعافيا.
وإجمالا، أصاب كورونا أكثر من 3 ملايين و467 ألفا حول العالم، توفي منهم ما يزيد على 243 ألفا، وتعافى أكثر من مليون و113 ألفا، وفق موقع “worldometers” المختص برصد ضحايا الفيروس.
المصدر: وكالات