«أفكار بالجملة» لتعويض السعوديين تراويح المساجد
رمضان جديد ينتظره السعوديين هذا العام بحماس بالغ لا يعكر صفوه سوى تغيّر طقوسهم الروحانية المعتادة، في ظل عدم تمكنهم من أداء صلاة التراويح في المساجد تحرزاً من انتشار فيروس كورونا المستجد، الأمر الذي دفع عددا من الأسر إلى المبادرة لتهيئة منازلهم لصلاة التراويح عبر تخصيص أركان أو غرف تقام فيها التراويح جماعة، وفرش سجاد الصلاة ووضع حامل المصحف على غرار ما هو في المساجد التي يشتاق إليها المسلمون في هذه الأيام.
وتبادل عدد من المغردين السعوديين أفكارا وصورة لتجهيز مكان أو غرفة في البيت لتكون بمثابة المسجد المصغّر، بحيث تُقام فيه الصلاة ويصلى فيه التراويح ويُقرأ فيه القرآن ويمارس فيه الدعاء والأذكار، مع وضع عدد من المصاحف والكتيبات الدينية وتعطير المكان بالبخور ليحاكي أجواء المساجد، مع استثمار غرف الزوار التي لم تعد تُستخدم في الفترة الأخيرة.
من ذلك ما فعلته السعودية نجود الدوسري، وهي أم لطفلين، قائلة «بسبب التباعد الاجتماعي ومنع التجوّل هذه الفترة في الدمام، أصبح مجلس بيتنا الذي كان مفتوحا للزوار مهجوراً بالكامل، لذا فكرت بالاستفادة منه وتحويله إلى مكان مخصص للصلاة والتعبد، لنصلي فيه التراويح ونقرأ القرآن الكريم».
ومع طول ساعات الليل ومنع التجوّل في عدد من المدن في ظل الظروف الراهنة، يأنس كثير من السعوديين للدروس الدينية التي يعتزمون شغل أوقاتهم فيها خلال الشهر الفضيل، حيث ظهرت العديد من إعلانات الدروس الدينية والمحاضرات الوعظية الافتراضية التي تستخدم تطبيقي «زووم» و«يوتيوب» وغيرهما من مواقع بث الفيديو المباشر، لتحقيق الوعظ والإرشاد في شهر رمضان.
واجتهدت وزارة الشؤون الإسلامية لاستثمار هذا الشغف، بعد أن أعلنت عن البرنامج الدعوي الإرشادي الرمضاني الذي تنظمه الوزارة ممثلة بفرعها في منطقة الحدود الشمالية الذي ينطلق في اليوم الثالث من شهر رمضان المبارك بمجموعة من المحاضرات العلمية والدعوية، عبر منصّات الوزارة بالتواصل الاجتماعي، وتناقش عددا من القضايا التي تهم المجتمع في الشهر الكريم.
وقبل ساعات من دخول شهر رمضان المبارك، أعلنت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي جدول الأئمة لصلاتي التراويح والتهجد، حيث من المنتظر أن يجتمع السعوديون لسماع صلاة التراويح من الحرم المكي مباشرة، لتصدح أصوات الأئمة داخل البيوت تعويضاً عن فقد سماعها من المساجد.
وأوضحت أنه سيؤم المصلين في صلاتي التراويح والتهجد في المسجد الحرام طوال شهر رمضان المبارك، في الثلاث التسليمات الأولى من اليوم الأول الدكتور سعود الشريم وفي التسليمتين الأخيرتين والشفع والوتر الدكتور عبد الرحمن السديس، وفي الليلة الثانية يكون الدكتور عبد الله الجهني في التسليمات الثلاث الأولى وفي التسليمتين الأخيرتين والشفع والوتر الدكتور ماهر المعيقلي، والليلة الثالثة في الثلاث التسليمات الأولى الدكتور بندر بليلة وفي التسليمتين الأخيرتين والشفع والوتر الدكتور ياسر الدوسري.
وبينت الرئاسة أنه سيستمر هذا الترتيب إلى نهاية العشرين ليلة، وفي ليلة 21 من رمضان سيؤم المصلين في الثلاث التسليمات الأولى من صلاة التراويح الدكتور سعود الشريم وفي التسليمتين الأخيرتين الدكتور بندر بليلة وفي ليلة 22 الدكتور ياسر الدوسري والدكتور عبد الله الجهني، وليلة 23 الدكتور ياسر الدوسري والدكتور بندر بليلة، وليلة 24 الدكتور ياسر الدوسري والدكتور بندر بليلة.
وسيؤم المصلين في ليلة 25 الدكتور سعود الشريم والدكتور عبد الله الجهني وليلة 26 الدكتور ياسر الدوسري والدكتور عبد الله الجهني وليلة 27 الدكتور ياسر الدوسري والدكتور بندر بليلة. فيما يؤم ليلة 28 الدكتور ياسر الدوسري والدكتور بندر بليلة وليلة 29 الدكتور سعود الشريم والدكتور عبد الله الجهني، وليلة 30 الدكتور ياسر الدوسري والدكتور عبد الله الجهني.
المصدر: الشرق الأوسط