الحوثيون يرفضون إعلان التحالف وقف إطلاق النار
رفضت المليشيا الحوثية الموالية لإيران وقف إطلاق النار في اليمن، الذي أعلنه التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، تهيئة لحوار شامل بين الحكومة اليمنية والمليشيا.
وقال محمد عبد السلام، المتحدث باسم الجماعة، عبر حسابه في على تويتر، إن وقف إطلاق النار لابد أن ينص على وقف شامل للحرب و ” إنهاء الحصار”، وتأسيس لمرحلة انتقالية.
وبدوره، أعلن محمد علي الحوثي، رفض جماعته لأي حلول «مجزئة»، واعتبر أن مثل ذلك لابد أن يتم الاستفتاء عليه الشعب، مشيرًا أنهم قدموا رؤية متكاملة لمارتن غريفيث تفند شروطهم للقبول بوقف إطلاق النار.
ونشر صورة لبنود تلك الرؤية التي قال إنه قدمها للمعبوث الأممي إلى اليمن، والتي تدعو المملكة العربية السعودية للاعتراف والتوقيع عليها على اعتبار أنها طرفًا رئيسيًا في الحرب، ومتجاهلة للحكومة الشرعية، وهو ما تشير إلى تفسيرات عدة، بحسب محللون سياسيون.
وقال العقيد وضاح الدبيش الناطق الرسمي للقوات المشتركة في الساحل الغربي، لـ«الحديدة لايف»، إن الحوثيين رفضوا وقف إطلاق النار لمدة أسبوعين، مالم يتم الأخذ بالرؤية المقدمة من مليشيا الحوثي والتي تنص على وقف شامل وفك الحصار البري والجوي، وهي إشارة إلى أن الحوثيين يراوغون من أجل تنفيذ أجندة طهران في اليمن.
وأعلن محمد البخيتي عضو المجلس السياسي للجماعة، رفضهم وقف إطلاق النار، معتبرًا أن إعلان التحالف خطوة تكتيكية.
وفور إعلان التحالف العربي لوقف إطلاق النار، أعلنت قناة المسيرة استعادة المناطق التي حررتها القبائل اليمنية والقوات الحكومية في جبهة قانية بمحافظة البيضاء.
وأطلق الحوثيون صاروخ بالستي إلى مأرب، كتأكيد لرفضهم وقف إطلاق النار، الذي أعلنه التحالف العربي، ولأي عملية سياسية ما لم تحقق أطماع التوسع الإيراني في المنطقة.
وفي وقت سابق من اليوم الأربعاء، أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وقف إطلاق نار شامل في اليمن لمدة أسبوعين ابتداء من الخميس 9 إبريل 2020، قابلة للتمديد.
وأوضح تركي المالكي المتحدث باسم التحالف العربي في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية «واس»، إن إعلان وقف إطلاق النار يأتي بهدف تهيئة الظروف الملائمة لتنفيذ دعوة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن لعقد اجتماع بين الحكومة الشرعية والحوثيين، إضافة لفريق عسكري من التحالف، تحت إشراف مارتن غريفيث.
وبين أن الاجتماع سيخصص لبحث مقترحاته بشأن خطوات وآليات تنفيذ وقف إطلاق النار بشكل دائم في اليمن، وخطوات بناء الثقة الإنسانية والاقتصادية، واستئناف العملية السياسية بين الأطراف اليمنية للوصول إلى مشاورات بين الأشقاء اليمنيين للتوصل إلى حل سياسي شامل في اليمن.
واعتبر التحالف العربي، أن الوقت الحالي الذي يمر به العالم فرصة لتضافر الجهود كافة للتوصل إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار في اليمن، والتوافق على خطوات جدية وملموسة ومباشرة للتخفيف من معاناة الشعب اليمني، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة والتحالف سيدعمان هذه الخطوة في سبيل التوصل إلى حل سياسي شامل وعادل، يتفق عليه اليمنيون.
وتشهد اليمن منذ أكثر من خمس سنوات حربا عنيفة أدت إلى خلق واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، حيث بات 80% من السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، ودفع الصراع الملايين إلى حافة المجاعة.
سلمنا لمارتنارؤيتنا لوقف نهائي
وأوضحت له اليوم أنها مبنية على حلول مكتملة
فالحلول المجتزئة أو الترقيعية -التي لا تجعل المواطن والشعب في أولوياتها ولا تقدم رؤى بنائه اقتصاديا واستقلاله وسيادته الكاملة- لا يمكن القبول بهاوأي حل يحتاج-بعد الموافقة-لاستفتاء الشعب عليه
وسنعلنهاالان pic.twitter.com/MZfBU2mpjc— محمد علي الحوثي (@Moh_Alhouthi) ٨ أبريل ٢٠٢٠
وتقول الأمم المتحدة إن الصراع اليمني أدى إلى مقتل وجرح 70 ألف شخص، فيما قدرت تقارير حقوقية سابقة أن النزاع أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 100 ألف يمني.
واقتحم الحوثيون العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر، ووضعوا قيادات الدولة تحت الإقامة الجبرية، إلا أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تمكن من الفرار، ودعا دول الخليج للتدخل في اليمن.
ومنذ 26 مارس 2015، شكلت المملكة العربية السعودية تحالفًا عربيًا لدعم الشرعية في اليمن، إلا أنها بعد خمس سنوات لم تتحقق الأهداف كاملة، بسبب تخاذل الإخوان المسلمين في هذه الحرب، وتواصلهم مع الحوثيين سرًا.