الحوثيون يعلنون رسميًا عدم قبولهم وقف إطلاق النار في اليمن
أعلن الحوثيون رسميا، تدشين العام السادس من الحرب في اليمن، بعد دعوات أنطونيو غوتيريس، أمين عام الأمم المتحدة، لوقف إطلاق النار، لأغراض إنسانية بحتة والتفرغ لمواجهة فيروس كورونا الذي يهدد العالم، وهو ما يعني رفضهم قبول وقف إطلاق النار.
وقال المتحدث باسم المليشيا الحوثية الموالية لإيران، الأحد 29 مارس 2020، أنهم استهدفوا عددًا من الأهدافِ “الحساسةِ” الرياض وجازان وعسير، بصواريخ بالستية وطيران مسير، وعدد من الأهداف الاقتصادية، متوعدًا بالمزيد.
وفي وقت مبكر من الأحد، أعلن المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف “تحالف دعم الشرعية في اليمن” العقيد الركن تركي المالكي، أن قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي اعترضت ودمرت، صاروخين بالستيين أطلقتهما المليشيا الحوثية الإرهابية من (صنعاء) و(صعدة) باتجاه الأعيان المدنية والمدنيين بالمملكة.
وقال محللون سياسيون، إن العمليات الهجومية بالصواريخ البالسيتة على المملكة العربية السعودية، يأتي بعد يومين، من ترحيب الحكومة اليمنية بدعوة الأمم المتحدة لوق إطلاق النار، يشير إلى رفض الحوثيين لذلك، وهو ما يعني أنهم يستغلون ما يمر به العالم من أجل التوسع في المناطق الحكومية.
وأكد المحللون، أن ذلك يشير إلى رفض الحوثيين لأي عملية سياسية في اليمن، وهو ما يجب على الحكومة اليمنية والتحالف العربي، التنبه لذلك الخطر الذي لا يقل خطورة من فيروس كورونا الذي يهدد العالم، والعمل على إعلان فشل الأمم المتحدة في محاولة إقناع الحوثيين الدخول في العملية السياسية لإحلال السلام.
وبدوره أعتبر، هشام البقلي مدير مركز سلمان زايد للدراسات بالشرق الأوسط خبير الشأن الإيراني، عبر بيان صحفي و «الحديدة لايف»، أن الهجمات الصاروخية الحوثية، دليل قاطع على استمرار الدعم العسكرى الإيراني للحوثي لان هذه النوعية من الصواريخ تمتلكها إيران ولا يمكن أن تصل إلى الحوثي إلا من خلال الحرس الثورى الإيراني.
وطالب البقلي المجتمع الدولي بضرورة التدخل الفورى للحد من تسليح مليشيا الحوثي واستخدام مزيد من القوة ضد النظام الإيراني فيما يخص الرقابة على الشاحنات البحرية فى الخليج الحربي وخاصة التى تأتى من إيران.
والأربعاء 25 مارس 2020، رحبت الحكومة اليمنية بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة السيد انتونيو غوتيريش لوقف إطلاق النار لمواجهة تبعات انتشار فيروس كورونا كوفيد-19 وخفض التصعيد على مستوى البلد بشكل كامل وكذلك دعوة المبعوث الخاص للامين العام للأمم المتحدة مارتن جريفت لاستعادة الهدوء ومواجهة التصعيد العسكري.
ورحب التحالف العربي بقرار الحكومة اليمنية في قبول دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في اليمن ومواجهة تبعات انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19).
غير أن الحوثيين، اعتبروا قرار الحكومة اليمني والتحالف العربي وقف إطلاق النار والتفرغ للحالات الإنسانية، ومنع وصول فيروس كورونا إلى اليمن، فشلًا في مواجهتهم، وتعهدوا بمواصلة القتال، وفقًا للحديث التلفزيوني الذي أدلى به عبدالملك الحوثي، زعيم الجماعة الإرهابية.
وقل الحوثيون، إن وقف إطلاق النار التي أعلنته الحكومة اليمنية، لابد أن يتبعه خطوات عملية، لبناء الثقة، وربطها بالعملية السياسية، وفقًا لما كتبه محمد علي الحوثي على حسابه في تويتر.
وأعلن حينها، متحدث الجماعة محمد عبدالسلام، أن جماعته قررت عدم الرضوخ ومواصلة الدفاع، في تجاهل واضح للأوضاع الإنسانية التي يمر بها العالم، وخصوصًا اليمنيين.
ومنذ 26 مارس 2015، شكلت المملكة العربية السعودية تحالفًا عربيًا لدعم الشرعية في اليمن، إلا أنها بعد خمس سنوات لم تتحقق الأهداف كاملة، بسبب تخاذل الإخوان المسلمين في هذه الحرب، وتواصلهم مع الحوثيين سرًا.
وتحتاج اليمن في الوقت الراهن، إلى هيكلة حقيقية للجيش وللحكومة اليمنية، وتشكيل تحالف يمني حقيقي بعيدًا عن الإخوان المسلمين أو القوى المشكك بها في التواصل مع المليشيا الحوثية، أو مستفيدة من بقاء اليمن على الوضع الراهن.