بن سلمان في عمان لمناقشة عدم التزام الحوثيين بوساطة مسقط
تشهد العاصمة العمانية مسقط، حراكًا دبلومسيًا، يبدو أنه مخصصًا للشأن اليمني، لمحاولة إقناع المليشيا الحوثية لوقف التصعيد العسكري، الذي بدأته في 18 يناير 2020 بالهجوم الصاروخي على معسكر الاستقبال في مأرب.
ونقلت وكالة الأنباء العمانية، لقاء سلطان عمان السطان هيثم بن طارق، وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، الذي يزور عُمان، لمناقشة سبل العمل الإنساني في اليمن.
وأوضح موقع وزارة الخارجية البريطانية، أن المسؤول البريطاني أجرى أثناء زيارته إلى عُمان محادثات مع وزير الخارجية يوسف بن علوي، فيما يخص تأمين المساعدات لليمنيين وإنهاء الحرب، الذي يعد طموح مشترك بين بريطانيا وعُمان.
ويأتي الحديث عن تأمين المساعدات الإنسانية، عقب تحرك أمريكي للضغط على الدول الأوروبية، لقطع المساعدات الإنسانية التي تقدم لليمن، ويسرقها الحوثيين، مما فاقم الأزمة الإنسانية للمواطنين في البلاد.
ومنذ 18 مارس صعدت المليشيا الحوثية الموالية لإيران، العمل العسكري في كافة الجبهات، بعد أشهر من توقفها، بسبب الضغوط الدولية على التحالف العربي، لمنح فرصة لعملية السلام؛ إلا أن الحوثيين، استغلوا الهدنة غير المعلنة، لاستجماع قواهم وتحويل دفاعهم إلى الهجوم.
وتمكنت المليشيا الحوثية الموالية لإيران من السيطرة على نهم وأجزاء واسعة من محافظة الجوف، قبل أن تتوقف المعارك هناك، للاستعداد للهجوم على مناطق أخرى لتوسيع من مناطق سيطرتها، وفقًا لمحللين سياسين.
المباحثات التي يجريها المسئول البريطاني في عمان، تتزامن مع زيارة الأمير خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع السعودي لسلطنة عُمان، الذي يحمل الملف اليمني.
وقالت وكالة الأنباء العمانية أن السلطان هيثم بن طارق، التقى الأربعاء 4 مايو 2020، الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود نائب وزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية الشقيقة.
ولم تكشف الوكالة عن المحاور والقضايا التي سيتم مناقشتها في اللقاء الأول الذي سيجمع سلطان عمان الجديد بنائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان الذي يتولى الملف اليمني؛ إلاّ أنها أكدت أنهما بحثا التعاون المشترك بين البلدين.
ومن المتوقع أن يتم مناقشة الأزمة اليمنية وعدم التزام الحوثيين بالوساطة العمانية التي قادت إلى مباحثات حوثية سعودية عبر قنوات خلفية بوساطة عمانية، منذ أن أعلن الحوثيين في أواخر سبتمبر 2019، وقف استهداف المملكة العربية السعودية.
ويأتي هذا الحراك الدبلوماسي في وقت تتزايد فيه التأكيدات عن توجه سعودي لإنهاء الحرب في اليمن بعيداً عن الحل العسكري بناء على ضمانات دولية بعد استخدام الأراضي اليمنية لتهديد أمن السعودية؛ إلاّ أن هذه الضمانات وفق مراقبين سياسيين عبارة عن مسكانات لن يكون لها أثر على أرض الواقع خاصة وأن المليشيا تؤكد بصورة متزايدة تبعيتها لإيران.
ويرى مراقبون سياسيون أن عدم توجيه ضربة عسكرية لمليشيا الحوثي وكسرها عسكريًا سيمكنها من السيطرة على القرار اليمني في المستقبل حتى وأن تمت أي تسوية سياسية، الأمر الذي يجعل أمن اليمن والسعودية والمنطقة ككل في خطر دائم ويمكن إيران من أوراق ضغط قوية تضعف السعودية وتمنح الدول الكبرى الفرصة بشكل أكبر لابتزاز
وفي 11 نوفبر 2019، التقي الأمسر خالد بن سلمان السلطان قابوس بن سعيد قبل وفاته، وناقشا سبل وقف العمل العسكري، وإحلال السلام في اليمن، إلا أن ذلك يبدو أنه لن ينجح حتى الان بسبب التصعيد العسكري الحوثي.
وبعد فشل جهود الوساطة العمانية،جدد نائب وزير الدفاع السعودي، خالد بن سلمان، أن بلاده لا يمكن أن تسمح أن يظهر حزب الله آخر خاصة في اليمن، معتبرًا أن جماعة الحوثي تهديد عابر للحدود، وتحاول السعودية وضع حد له.
وقال في مقابلة تلفزيونية (فايس) 24 يناير 2020، إن السعودية نجحت بالضغط على الحوثيين للجلوس على طاولة للحوار في سبيل إيجاد حل للمشكلة في اليمن والوصول إلى اتفاق سياسي طول الأمد.
غير أن الحوثيين لم يلتزموا بأي اتفاق منذ أن تواجدوا على الساحة، وخاضوا حروبًا عدة مع حكومة الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح، بالرغم من التفاوض السياسي الذي كانوا يتوصلوا إليه، وينقضونه بعد ترتيب أوضاعهم العسكرية.
وأكد خالد بن سلمان، أن إنها الوضع الإنساني المتردي في اليمن، هو التوصّل إلى حلٍ سياسيٍ دائم قائم على القرار الأممي 2216 الذي يُقرّ – وبشكل واضح – بوجوب استرداد الحكومة اليمنية لسيطرتها على البلاد.
وقال، إن المملكة أعلنت وقف إطلاق النار في سبع مناسبات، ودعمت جميع مبادرات الأمم المتحدة؛ إلا أن الحوثيين دائما ما ينتهكون وقف إطلاق النار في كل مناسبة.
وأشار إلى أن الحوثيون يقفون عائقًا دون الوصول إلى سلامٍ في اليمن، ويتهربون منها، لذا فهُم من يمثلون العقبة والعائق، والكرة في ملعبهم الآن.
ومنذ إعلان مهدي المشاط رئيس ما يسمى المجلس السياسي للحوثيين، على هدنة من طرف واحد في سبتمبر 2019، ولم تعلق عليها السعودية، كثف الحوثيين من تحركاتهم العسكرية الداخلية، وتوسعوا من السيطرة على مناطق كانت الحكومة اليمنية قد استعادتها، وهو ما يشير إلى أن الحوثيين كانوا يخططون في ذلك عندما أعلنوا وقف التصعيد العسكري ضد المملكة.