أحمد علي: اليمن يواجه ميليشيا حولت الوطن إلى سجن كبير.. والاصطفاف واجب وطني مقدس

إن وطننا يواجه ميليشيا لا تؤمن بالتعايش، ولا بالديمقراطية، ولا بحق الإنسان، ميليشيا حولت اليمن إلى سجن كبير، تمارس فيه القمع والترهيب والاختطافات ومصادرة الممتلكات، وتفرض الظلام على حياة الناس، وتحارب كل صوت حر وكل رأي مخالف، وتستهدف قيادات وأعضاء المؤتمر الشعبي العام، كما تستهدف كل أبناء الشعب اليمني بلا استثناء.
بهذه الكلمات الحاسمة وجّه أحمد علي عبدالله صالح، نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام، نداءً وطنياً قوياً في الذكرى الثامنة لانتفاضة الثاني من ديسمبر، مؤكداً أن اللحظة الراهنة تفرض على كل اليمنيين الاصطفاف في خندق واحد دفاعاً عن الجمهورية وكرامة الوطن، تماماً كما فعل الزعيم الراحل علي عبدالله صالح والأمين العام الشهيد عارف عوض الزوكا ورفاقهما وهم يواجهون ميليشيا الحوثي الإرهابية في قلب صنعاء عام 2017.
وقال أحمد علي في كلمته إن اليمنيين يحتفلون اليوم بمحطتين خالدتين: الثاني من ديسمبر والثلاثين من نوفمبر، وهما مناسبتان تجسدان روح التحرر، وصلابة الهوية اليمنية، وإصرار الشعب على رفض الظلم مهما كانت التضحيات.
وأشار إلى أن انتفاضة الثاني من ديسمبر لم تكن حدثاً عابراً، بل كانت صرخة جمهورية خالصة في وجه مشروع يسعى لطمس الهوية اليمنية وتحويل البلاد إلى كانتون مغلق تحكمه الميليشيا بالقهر والظلام.
وتوقف نجل الزعيم الراحل أمام تضحيات الشهداء، وفي مقدمتهم الشهيد علي عبدالله صالح، الذي “عاش للجمهورية واستشهد دفاعاً عنها”، ورفيقه عارف عوض الزوكا الذي “كتب آخر سطور حياته بشجاعة ووفاء نادر”، مؤكداً أن تلك المواقف ستظل شرارة متقدة في نفوس اليمنيين حتى إسقاط الانقلاب وعودة الدولة.
ودعا أحمد علي القوى السياسية والاجتماعية إلى فتح صفحة وطنية جديدة قائمة على المصارحة والتسامح، وقال:
“لا نصر بلا وحدة، ولا دولة بلا تماسك، ولا مستقبل بلا اصطفاف وطني جامع.”
وحث اليمنيين على تجاوز الخلافات، ووضع المصلحة العليا للوطن فوق كل اعتبار حزبي أو شخصي، مؤكداً أن المرحلة تتطلب إرادة صلبة وقراراً موحداً وعقلاً مفتوحاً وقلوباً كبيرة من أجل استعادة الدولة، وبناء المؤسسات، وتحصين الهوية اليمنية من مشروع دخيل يسعى لطمس تاريخ اليمن وتحويله إلى ساحة نفوذ طائفي.
وأكد أن وحدة الصف الجمهوري اليوم ليست خياراً سياسياً قابلاً للنقاش، بل واجبٌ وطنيٌ مقدس تمليه ظروف المعركة وتفرضه مسؤولية التاريخ تجاه الأجيال القادمة.
وختم كلمته بالتأكيد على أن اليمن لا يموت، وأن الجمهورية لا تسقط، وأن الحرية لا تُقهر، موجهاً الشكر لكل من أسهم في إحياء ذكرى الثاني من ديسمبر، ومجدداً العهد بأن راية الجمهورية ستظل مرفوعة حتى النصر.





