خبراء: ضبط شحنة مخدارات في طريقها للحوثيون يؤكد أن الجماعة ورثت تجارة حزب الله

أعلنت القوات البحرية المشتركة (CMF) عن ضبط ومصادرة شحنة ضخمة جديدة من المخدرات كانت على متن مركب شراعي في بحر العرب جنوب اليمن، في ثالث عملية من نوعها خلال أقل من شهر، في مؤشر خطير على تنامي تهريب المخدرات عبر المسارات البحرية باتجاه اليمن، وسط ترجيحات بأن تكون تلك الشحنات جزءًا من شبكات تمويل تتجه إلى مليشيا الحوثي الإرهابية التي تحاول أن تحلّ محل حزب الله في هذا النوع من التجارة المحرّمة.

وقالت القوات المشتركة، الأربعاء، إن السفينة البحرية الباكستانية PNS Tabuk العاملة ضمن قوة المهام 150 بقيادة السعودية، نجحت في ضبط شحنة مخدرات غير مشروعة تتجاوز قيمتها 130 مليون دولار في بحر العرب، بعد اعتراض مركب شراعي مشبوه على بعد 100 ميل بحري شرقي السواحل العُمانية، كان يبحر دون نظام تعريف آلي ودون أي علامات خارجية، ليتبين لاحقًا أنه مركب بلا جنسية.

وبحسب البيان، نفذ طاقم السفينة “تبوك” عملية صعود وتفتيش دقيقة أسفرت عن اكتشاف أكثر من طنين من الميثامفيتامين الكريستالي (ICE)، التي تم فحصها والتخلص منها لاحقًا.

وأكد قائد قوة المهام (150)، العميد البحري السعودي فهد الجعيد، أن العملية، وهي الثانية خلال أسابيع، تؤكد أهمية التعاون البحري متعدد الجنسيات في مواجهة شبكات تهريب المخدرات والأسلحة في المنطقة.

وكانت السفينة الباكستانية PNS Yarmook قد ضبطت بين 18 و20 أكتوبر الماضي أكثر من 2.5 طن من المخدرات على متن قاربين شراعيين في بحر العرب، بقيمة تجاوزت 972 مليون دولار، ما يشير إلى موجة تهريب ضخمة متكررة عبر المسار نفسه.

ويرى مختصون في الأمن البحري وتهريب المخدرات أن التقارب الزمني وتكرار الضبطيات في المنطقة البحرية ذاتها، إضافة إلى طبيعة المواد المهربة وقيمتها العالية، يرجّح أن تكون موجهة نحو مليشيا الحوثي، التي تبحث عن بدائل تمويلية بعد تضييق الخناق على مصادرها التقليدية، في ظل انغماسها المتصاعد في شبكات الجريمة المنظمة.

ويؤكد الخبراء أن الجماعة، المعروفة بعلاقتها البنيوية بإيران، تحاول أن ترث الدور الذي لعبه حزب الله في تجارة المخدرات عالميًا، كأحد مصادر التمويل غير الشرعية، خصوصًا أن انفجار عمليات التهريب تزامن مع توسع الجماعة في بناء شبكات داخلية لتسويق المخدرات في المحافظات الخاضعة لسيطرتها.

وحذروا من أن تدفّق مثل هذه المواد القاتلة إلى الداخل اليمني يمثل تهديدًا مباشرًا للأمن الاجتماعي والصحي، مضيفين أن انتشار الميثامفيتامين وغيره من المخدرات الصلبة قد يؤدي إلى موجة إدمان مدمرة، واستنزاف اقتصادي، وتنامي الجريمة المنظمة، في مجتمع يعاني أصلًا من انهيار مؤسسات الدولة وغياب الخدمات.

وتعد قوة المهام 150 إحدى أهم وحدات القوات البحرية المشتركة، وتختص بملاحقة تهريب الأسلحة والمخدرات عبر المحيط الهندي وبحر العرب وخليج عُمان، ضمن شراكة عالمية تضم 47 دولة تعمل على حماية ممرات التجارة الدولية وتأمين 3.2 مليون ميل مربع من المياه الحيوية.

زر الذهاب إلى الأعلى