هولندا تدفع نحو إدراج الحوثيين في قائمة الإرهاب الأوروبية

طالب وزير الخارجية الهولندي ديفيد فان ويل، الاتحاد الأوروبي بفرض المزيد من العقوبات على جماعة الحوثيين، بعد استهدافهم سفينة شحن مملوكة لهولندا في خليج عدن، في خطوة يرى مراقبون أنها تعكس تصاعد المخاوف الأوروبية من خطر الجماعة على أمن الملاحة العالمية.
ويؤكد محللون سياسيون، أن هذه الدعوة تمثل تحولاً نوعياً في الموقف الهولندي والأوروبي عموماً، إذ لم يعد يُنظر إلى هجمات الحوثيين باعتبارها جزءاً من صراع إقليمي محصور في اليمن أو الخليج، بل أصبحت تمس مباشرة المصالح الاقتصادية لأوروبا، عبر تهديد خطوط التجارة العالمية التي تمر عبر البحر الأحمر وباب المندب.
وفي بيانه، شدد وزير الخارجية الهولندي على أنه سيعمل لضمان إدراج الحوثيين في قائمة الاتحاد الأوروبي للإرهاب، وفرض عقوبات إضافية عليهم، مؤكداً أن “العمل معاً هو السبيل الأمثل لحماية السفن وطرق التجارة والقانون الدولي”.
ويرى مراقبون أن إدراج الحوثيين في قوائم الإرهاب الأوروبية سيضاعف من عزلة الجماعة، ويغلق الباب أمام أي مساعٍ دبلوماسية لمنحهم شرعية دولية، لكنهم حذروا في الوقت ذاته من أن بعض الدول الأوروبية قد تتحفظ على هذه الخطوة بحجة الحاجة إلى إبقاء قنوات سياسية مفتوحة.
كما وصف البيان الهولندي الهجوم على سفينة الشحن (مينرفاغراخت) بأنه “تصعيد خطير وغير مقبول”، وهو توصيف يقول خبراء إنه يعكس إدراكاً متزايداً بأن الحوثيين تحولوا إلى مصدر تهديد عالمي، لا يقتصر على استهداف السفن الأميركية أو الإسرائيلية، بل يمتد ليشمل ممتلكات أوروبية بشكل مباشر.
ويرى هؤلاء أن هذه النقطة تحديداً ستدفع الاتحاد الأوروبي إلى تبني سياسة أكثر تشدداً تجاه الحوثيين خلال الفترة المقبلة.
وشدد الوزير الهولندي على ضرورة تحرك أوروبي جماعي، معتبراً أن الهجوم يبرز أهمية وجود بحري مشترك في المنطقة من خلال مهمة الاتحاد الأوروبي (أسبيدس)، التي تساهم فيها هولندا بشكل ملموس.
ويشير محللون إلى أن هذه الدعوة تؤكد أن الأوروبيين باتوا يتعاملون مع الحوثيين كما تعاملوا سابقاً مع القرصنة في القرن الأفريقي، أي كخطر على الأمن البحري العالمي، ما قد يؤدي إلى توسيع نطاق العمليات البحرية الأوروبية وزيادة التنسيق العسكري مع الولايات المتحدة وشركاء آخرين.
وفي ختام البيان، عبّرت هولندا عن امتنانها لشركائها الأوروبيين لدورهم في إنقاذ طاقم السفينة المستهدفة.
ويعتبر خبراء أن هذه الإشادة تعكس رغبة هولندية في الدفع باتجاه استراتيجية أوروبية موحدة، بعيداً عن المعالجات الفردية، بما يعني أن مواجهة الحوثيين ستصبح ملفاً أوروبياً بامتياز، وليس مجرد شأن يتعلق بدولة متضررة واحدة.
وبحسب مراقبين، فإن التطور الأبرز في هذه القضية هو أن أوروبا لم تعد تكتفي بالإدانة اللفظية، بل انتقلت إلى خطوات عملية لبحث إدراج الحوثيين على قوائم الإرهاب وتشديد العقوبات، وهو ما سيضع الجماعة في مواجهة مباشرة مع الاتحاد الأوروبي، ويزيد من عزلتها السياسية والاقتصادية، في وقت تواصل فيه هجماتها التي تضر بالاقتصاد العالمي وتضع اليمن في قلب صراع دولي متصاعد.