الصين تتحول إلى داعم غير مباشر للحوثيين عبر تهريب تقنيات وممارسات عسكرية مثيرة للجدل

قال موقع STIMESON إن الصين تحولت في الآونة الأخيرة إلى داعم غير مباشر لجماعة الحوثي في اليمن، في ظل سلسلة من التطورات التي تكشف عن دور متنامٍ لبكين في معادلة أمن البحر الأحمر.

وذكر الموقع أن فرقاطة تابعة لبحرية جيش التحرير الشعبي الصيني وجّهت في يوليو/تموز الماضي شعاع ليزر عسكري نحو طائرة استطلاع ألمانية ضمن مهمة “أسبيدس” الأوروبية، ما أجبر الطائرة على الانسحاب وأثار احتجاجاً شديداً من برلين، واعتُبر الحادث رسالة واضحة بأن بكين لم تعد تكتفي بدور المتفرج.

وبالتوازي مع ذلك، أشار التقرير إلى تكشّف سلسلة من عمليات التهريب المرتبطة بمعدات صينية موجهة إلى الحوثيين، ففي السادس من أغسطس 2025، أحبطت قوات الحزام الأمني محاولة تهريب رافعات صينية الصنع إلى مناطق الحوثيين لتعويض البنية التحتية المتضررة في ميناء الحديدة.

وقبلها بثلاثة أيام فقط، اعترضت وحدة مكافحة الإرهاب في ميناء عدن شحنة تضمنت معدات رئيسية لإنشاء منشأة لتصنيع الطائرات المسيّرة قادمة من الصين، وفي أغسطس/آب 2024، صادرت قوات المقاومة الوطنية شحنة أخرى شملت أسطوانات غاز هيدروجين صينية يمكن استخدامها في تطوير أنظمة الدفع للطائرات غير المأهولة.

وأوضح الموقع أن هذه الوقائع تعكس نمطاً متصاعداً، فمن جهة يسعى الحوثيون إلى فتح ممرات تهريب بديلة في ظل تضرر ميناء الحديدة، ومن جهة أخرى باتت المعدات ذات المنشأ الصيني تمثل عنصراً متنامياً في تعزيز قدراتهم العسكرية.

ورغم أن الأدلة لا تثبت تورطاً مباشراً لبكين في عمليات التهريب، فإن تكرار ضبط شحنات مرتبطة بالصين، إلى جانب العقوبات الأمريكية الأخيرة على شركات صينية اتهمت بنقل مكونات عسكرية للحوثيين، يثير تساؤلات جدية حول مستوى علم أو تساهل الشركات المرتبطة بالدولة الصينية.

ولفت الموقع إلى أن واشنطن كانت قد وجهت اتهامات سابقة لشركة صينية متخصصة في تكنولوجيا الأقمار الصناعية بتقديم دعم استخباراتي مكّن الحوثيين من استهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتزامن ذلك مع المشاركة البحرية الصينية المتزايدة في مناورات مشتركة مع إيران وروسيا، الأمر الذي يغذي المخاوف من وجود تنسيق عملياتي غير معلن مع الحوثيين.

وخلص موقع STIMESON إلى أن هذه المعطيات تكشف عن تحوّل تدريجي في سلوك بكين؛ من الاكتفاء بالمراقبة إلى الانخراط في تكتيكات “المنطقة الرمادية” التي تتيح تعطيل خصومها مع الحفاظ على إمكانية الإنكار، وهو تحول يضع الصين أمام معضلة متزايدة: فبينما تسعى إلى حماية مصالحها الاقتصادية في البحر الأحمر، فإن دعمها غير المباشر للحوثيين يهدد بتقويض صورتها كطرف محايد ويعرضها لانتقادات وضغوط متنامية من شركائها الإقليميين والدوليين.

زر الذهاب إلى الأعلى