طائرة عسكرية أردنية تهبط في مطار صنعاء.. هل خضع الأردن لابتزاز الحوثيين؟

كشفت مصادر يمنية مطلعة عن وصول طائرة تابعة لسلاح الجو الأردني إلى مطار صنعاء الدولي، صباح الخميس، ومغادرتها بعد نحو ساعتين فقط من هبوطها، وسط تكتم رسمي من عمّان وصنعاء على تفاصيل المهمة.
وبحسب مصادر يمنية مطلعة، جاءت الرحلة لإجلاء المواطنة الأردنية لونا شكري، نائبة ممثل منظمة اليونيسف، التي اختطفتها مليشيا الحوثي الإرهابية عقب مداهمتها لمقر المنظمة في صنعاء.
وأضافت المصادر أن الإفراج عن شكري لم يكن سوى نتيجة ضغوط وابتزاز مباشر مارسه الحوثيون على السلطات الأردنية، مقابل منتحل صفة وزير الخارجية السابق هشام شرف، ليتم التبادل بينهما ونقلهما على متن الطائرة العسكرية من وإلى عمّان.
مراقبون يرون أن هذه الخطوة تمثل “رضوخًا غير مسبوق” من الأردن لشروط مليشيا إرهابية، الأمر الذي يضع المملكة في موقف سياسي محرج، إذ بدا وكأنها منحت الجماعة شرعية مجانية لم تحصل عليها منذ اندلاع الحرب في اليمن.
والأكثر إثارة للريبة، أن الطائرة نفسها أقلّت وزير الخارجية الأسبق هشام شرف العائد إلى صنعاء برفقة عدد من العالقين.
ووفق مصادر سياسية في صنعاء، فإن عودة شرف جاءت بالتزامن مع نقاشات حوثية حول تشكيل حكومة جديدة بعد مقتل رئيس حكومتهم، مع تداول اسمه كأحد أبرز المرشحين لرئاستها.
ويرى محللون أن هذا التطور يكشف أن الطائرة الأردنية لم تُستخدم فقط لإجلاء موظفة، بل أيضًا لأهداف سياسية تخدم الحوثيين.
ويؤكد مراقبون أن ما جرى في صنعاء يمثل إهانة مباشرة للأردن، إذ لم يقتصر على إنقاذ مواطنة أردنية، بل انطوى على صفقة ابتزاز واضحة منحت الحوثيين ورقة سياسية ثمينة، في حين بدا الموقف الأردني وكأنه مساومة على الكرامة الوطنية.
حادثة هبوط الطائرة العسكرية الأردنية في صنعاء ستظل علامة فارقة تُحسب على القيادة الأردنية، التي اختارت ـ بحسب مراقبين ـ الخضوع لشروط مليشيا الحوثي الإرهابية بدلاً من مواجهتها، وهو ما قد يفتح الباب لمزيد من الابتزازات مستقبلاً، ليس فقط ضد الأردن، بل ضد كل دولة تتعامل مع هذه العصابة كسلطة أمر واقع.