الجوع يلتهم صنعاء.. والحوثيون ينفقون الملايين على احتفالات المولد

بينما كانت مليشيا الحوثي الإرهابية تنفق مئات الملايين من الريالات على الاحتفالات الصاخبة بالمولد النبوي، كانت شوارع صنعاء وأزقتها تكشف وجهًا آخر أكثر قسوة، (أطفال جائعون، آباء مكسورون، وأسر كاملة تبحث عن لقمة تسد رمقها).

أحد النشطاء المقيمين في العاصمة الخاضعة لسيطرة الحوثيين، دوّن مشاهد صادمة من واقع يومياته، ليضعنا أمام صورة دامية عن الحال الذي وصل إليه اليمني في مناطق الجماعة.

شاب اضطر إلى سرقة أسطوانة غاز من منزل مفتوح بعدما أعياه الجوع وأطفاله يتلوون من الحرمان، ولما أُمسك به، لم يجد سوى البكاء ليبرر فعلته: “أطفالي جائعون.. ما خرجت إلا لأجلهم”.. الناشط تدخّل وطلب إطلاق سراحه، مبررًا: “لم يكن لصًا بقدر ما كان ضحية الجوع والفاقة”.

وفي ميدان التحرير، أوقف رجل سبعيني نحيل الجسم الناشط مستعطفًا: “أعطني حتى 100 ريال.. لست شحاتًا، أنا عقيد متقاعد في القوات الجوية، لكن الجوع أذلني”. لم يكن المشهد عابرًا، بل ضربة أخرى على قلب المدينة التي تحولت إلى مأوى للمهمشين والمحرومين بعد أن كانوا أعزاء في بيوتهم ومؤسساتهم.

وفي زاوية أخرى، أحد الأصدقاء السابقين للناشط، كان يملك متجرًا صغيرًا في حارته، ظهر بملابس رثة وذقن مهملة، بعد أن اضطر لبيع متجره إثر الركود الاقتصادي، ليخرج كل صباح هائمًا يبحث عمّن يجود عليه بما يسد رمقه. أما صديق آخر فأرسل رسالة ليلية محمّلة بالوجع، يقسم فيها أنه لا يملك قيمة تعبئة أسطوانة غاز لبيته، وأن أسرته نامت بلا غداء.

هذه ليست حكايات متفرقة، بل يوميات مدينة كاملة باتت تختنق بالجوع والفقر والخذلان. لا مرتبات، لا خدمات، لا ماء، لا كهرباء، الأسواق راكدة، الغلاء يفتك بالناس، والفساد ينهش ما تبقى من أمل. العقارات تُباع أكثر من مرة، الصرافون ينهبون أموال البسطاء، والشركات الاستثمارية تحولت إلى أوكار للاحتيال، بينما الأرصفة تزدحم بالوجوه الذابلة التي تبحث عن النجاة.

في مقابل هذه المآسي، يواصل الحوثيون إنفاق الأموال الطائلة على الأضواء واليافطات والأناشيد في ذكرى المولد النبوي، متجاهلين جوع الناس وأنينهم. شعب يموت بصمت، فيما قادته يحتفلون.

الناشط ختم شهادته بصرخة موجعة تختصر كل هذا الانهيار:
“ما عاد للشعب إلا قنبلة نووية تخلصه مما هو فيه”.

زر الذهاب إلى الأعلى