الضربة الإسرائلية على محطة حزيز.. هدف مدمر وتوقيت مريب

أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد 17 أغسطس 2025، استهداف محطة حزيز للكهرباء في صنعاء، وهي المرة الثالثة منذ أن بدأت إسرائيل ما تقول عنه الرد على المليشيا الحوثية.

ويقول سكان يمنيون إن الهدف الذي أعلن عنه الجيش الإسرائيلي لم يعد يقدم أي خدمات كهربائية منذ سنوات، والمحطة مدمرة بالكامل ولا تشغل أي مولدات.

ويتسائل يمنيون، أن اسباب إقدام إسرائيل بضرب هدفاً لا قيمة له عسكرياً أو اقتصادياً؟ ولماذا الآن تحديداً؟

لكن مراقبون يمنيون، يقولون، إن الإجابة لا تكمن في الاستراتيجية العسكرية، بل في المسرح السياسي، مؤكدين أن فرضية “الاستنزاف” تنهار أمام حقيقة بسيطة: لا يمكن استنزاف من لا يملك شيئاً يُفقده.

وربط مراقبون سياسيون، بالإصلاحات اقتصادية الحكومية الجدية، إذا اعتبروا ذلك تهدد مصالح الحوثيين وتكشف فشلهم في إدارة المناطق الخاضعة لسيطرتهم.

ويرى محللون سياسيون أن الهدف الحقيقي من الضربة الإسرائلية هي إنقاذ الحوثيين من الحرج، مشيرين إلى أن الإصلاحات الحكومية تضع المليشيا في موقف دفاعي وتكشف عجزها أمام اليمنيين القابعين في مناطق سيطرتها.

الضربة الإسرائيلية تحول النقاش من “فشل الحوثيين اقتصادياً” إلى “الحوثيون ضحايا عدوان”، لكي تعيد صفة “المقاوم المستهدف” بعد أن فقدت بريق “المقاومة” أمام الانتقادات الشعبية نتيجة النهب الممنهج وتعرض البنية التحتية في اليمن إلى أهداف إسرائيلية.

ويشير باحثون إلى أن الدلائل على المسرحية واضحة، كختيار محطة مدمرة لا قيمة لها يعني لا خسائر حقيقية للحوثيين، والتوقيت متزامن مع أزمة المليشيا أمام الإصلاحات الحكومية، وردة الفعل الحوثية مقيدة ومحسوبة بلا غضب حقيقي، والتغطية الإعلامية تركز على “البطولة” بدلاً من الخسائر.

يخلص مراقبون يمنيون إلى أن الضربة على محطة حزيز ليست عملية عسكرية بقدر ما هي عمل مسرحي سياسي، الهدف ليس إضعاف الحوثيين – فهم لا يخسرون شيئاً من محطة مدمرة – بل إنقاذهم من ورطة الإصلاحات الاقتصادية التي بدأت تكشف فشلهم.

زر الذهاب إلى الأعلى