إيران ترسل رسائل عاجلة لإنهاء الحرب مع إسرائيل واستئناف المفاوضات النووية

كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال”، الاثنين عن قيام إيران بإرسال رسائل عاجلة إلى كل من إسرائيل والولايات المتحدة تطلب فيها إنهاء الأعمال القتالية الجارية واستئناف المحادثات بشأن برنامجها النووي.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤولين قولهم، إن إيران تسعى لإنهاء الأعمال القتالية بشكل سريع والعودة إلى طاولة المفاوضات النووية، مشيرة إلى أن طهران بعثت هذه الرسائل عبر وسطاء عرب لكل من تل أبيب وواشنطن.
وفي سياق متصل، أفادت وكالة أنباء سلطنة عمان بأن السلطان هيثم بن طارق أجرى اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أكد فيه سعي حكومة بلاده للمساهمة بكل الوسائل السياسية والدبلوماسية لإنهاء الأزمة بين إيران وإسرائيل ومنع تفاقمها.
تأتي هذه التطورات الدبلوماسية في ظل تصاعد حدة التوتر العسكري بين الطرفين، حيث شهدت الأيام الماضية تبادلاً مكثفاً للضربات الصاروخية والهجمات بالمسيرات، ولا يزال ذلك حتى كتابت هذا الخبر.
وأعلنت إيران تعليق المحادثات مع واشنطن بشأن ملفها النووي، عقب الهجوم الكبير والواسع الذي شنته إسرائيل على المنشآت الإيرانية النووية، وقتلت القيادات العسكرية وعلماء النووي.
هل تسعى إيران للاستسلام؟
رغم أن البعض قد يفسر هذه الخطوة الإيرانية كنوع من الاستسلام أو التراجع، إلا أن قراءة أعمق للوضع تشير إلى أن إيران تتبع استراتيجية دبلوماسية معقدة.
ويقول محللون سياسيون، إن إيران التي واجهت ضربات إسرائيلية مؤثرة استهدفت منشآتها النووية والعسكرية، تدرك أن التصعيد المستمر قد يؤدي إلى تدمير برنامجها النووي بالكامل.
واعتبر المحللون، أن مبادرة إيران للتواصل الدبلوماسي لا تعكس بالضرورة ضعفًا أو رغبة في الاستسلام، بل قد تكون محاولة لإعادة ترتيب الأوراق والحفاظ على مكاسبها النووية من خلال العودة إلى المفاوضات.
وأشار المحللون، أن طهران تدرك أن المواجهة العسكرية المباشرة مع إسرائيل، المدعومة أمريكياً، قد تؤدي إلى خسائر فادحة لا يمكن تعويضها.
كما أن التوقيت المختار للمبادرة الدبلوماسية يأتي بعد أن أظهرت إيران قدرتها على الرد العسكري من خلال إطلاق مئات الصواريخ والمسيرات، مما يعني أنها تتفاوض من موقع لا يخلو من القوة رغم الضربات التي تلقتها.
الواقع أن إيران تواجه ضغوطاً متعددة، بما في ذلك العقوبات الاقتصادية المشددة والتحديات الداخلية، مما يجعل من المنطقي بالنسبة لها السعي لحل دبلوماسي يحفظ ماء وجهها ويحمي مصالحها الاستراتيجية.
ومع ذلك، يبقى نجاح هذه المبادرة الدبلوماسية مرهوناً بمدى استعداد إسرائيل والولايات المتحدة لقبول حل تفاوضي، خاصة وأن إدارة ترامب الجديدة قد تتخذ موقفاً أكثر تشدداً تجاه إيران مقارنة بالإدارات السابقة.