إيران تحمّل إسرائيل وأمريكا مسؤولية الهجمات وتتوعد بالرد القاسي

حمّلت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الجمعة، إسرائيل وداعميها، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، المسؤولية الكاملة عن “العواقب الخطيرة والواسعة” للهجمات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع حساسة في العاصمة طهران ومدن إيرانية أخرى فجر اليوم.
وأكدت الخارجية الإيرانية في بيانات عاجلة متتالية أن “الاعتداءات ضدنا لا يمكن أن تتم دون تنسيق أو إذن من الولايات المتحدة”، محملة واشنطن مسؤولية “عواقب مغامرات إسرائيل لكونها الداعم الرئيسي لها”.
وفي وقت مبكر، شنت إسرائيل هجوماً واسع النطاق على مواقع عسكرية ونووية استراتيجية في إيران، في عملية وُصفت بأنها الأوسع والأخطر منذ عقود.
واستهدفت الضربات منشأة أحمدي روشن لتخصيب اليورانيوم في نطنز، إحدى أهم المواقع النووية الإيرانية، حيث أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي أن منشأة نطنز كانت من بين الأهداف المستهدفة.
وبحسب صحيفة نيويورك تايمز نقلاً عن مسؤول عسكري إسرائيلي، فإن سلاح الجو الإسرائيلي نفذ 5 موجات ضد إيران منذ بدء عملياته فجراً، شملت مواقع في طهران وتبريز وكرمنشاه وسنندج ومحافظة كردستان.
خسائر في القيادات العسكرية والعلمية
تسببت الضربات الإسرائيلية في خسائر بصفوف القيادة العسكرية الإيرانية، حيث أعلن الإعلام الإيراني مقتل قائد مقر خاتم الأنبياء العسكري اللواء غلام علي رشيد، والقائد العام لحرس الثورة الإسلامية اللواء حسين سلامي، وإصابة علي شمخاني، مستشار المرشد الإيراني، بجروح بالغة ونُقل إلى المستشفى في حالة حرجة.
وأعلن التلفزيون الإيراني أيضاً مقتل العالمين النوويين فريدون عباسي ومحمد طهرانجي. كما سقط 5 مدنيين وأُصيب 20 آخرون في منطقة نارمك شرقي طهران جراء الهجمات.
إيران تؤكد حقها في الرد
أكدت وزارة الخارجية الإيرانية أن الهجمات الإسرائيلية “تشكل انتهاكاً صارخاً للبند الثاني من المادة الرابعة من ميثاق الأمم المتحدة”، مشددة على أن “الرد على الهجمات حق قانوني ومشروع لإيران بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة”.
وأكدت الخارجية الإيرانية أن “من حق قواتنا المسلحة الرد بكل قوة وبالأسلوب الذي تراه مناسباً”، فيما توعد المرشد الإيراني علي خامنئي بـ”عقاب شديد” لإسرائيل، قائلاً إن إسرائيل “أعدت لنفسها بهذه الجريمة مصيراً مريراً ومؤلماً وسوف يناله لا محالة”.
نتنياهو يعلن نجاح “الضربة الافتتاحية”
من جانبه، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل “نفذت ضربة افتتاحية ناجحة جداً”، مؤكداً أنه “لا توجد حروب بلا ثمن”.
وطلب نتنياهو من الإسرائيليين “الالتزام التام بالتعليمات”، محذراً من أنه “من المحتمل أن نبقى في الملاجئ لفترات أطول مما اعتدنا عليه”.
تحضيرات لمواجهة رد إيراني واسع
وكشفت مصادر عسكرية إسرائيلية عن تحضيرات مكثفة لمواجهة رد إيراني قد يشمل “إطلاق مئات الصواريخ الباليستية نحو إسرائيل خلال الساعات القريبة”.
وأعلنت الجبهة الداخلية الإسرائيلية حالة الطوارئ القصوى، مطالبة المواطنين بـ”البقاء قرب الملاجئ طوال الوقت”.
واضطرت هيئة الطيران المدني الإيرانية إلى إغلاق المجال الجوي للبلاد “حتى إشعار آخر”، فيما أغلقت إسرائيل مجالها الجوي أيضاً وشُلّ مطارا بن غوريون ورامون تماماً.
تداعيات اقتصادية فورية وقلق دولي
أدت الضربات إلى قفزة حادة في أسعار النفط بأكثر من 10%، مما يعكس القلق الدولي من تصاعد محتمل للصراع في منطقة حيوية لإمدادات الطاقة العالمية.
وأكدت مصادر إسرائيلية أن العملية تمت بتنسيق كامل مع الولايات المتحدة، حيث “تم إبلاغ الإدارة الأمريكية قبل بدء الهجمات”، فيما أعرب رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي عن “الأسف للوصول إلى هذه المرحلة الحرجة”.
مع استمرار التطورات وتوقع رد إيراني واسع النطاق، تشهد المنطقة حالة ترقب قصوى قد تعيد تشكيل خريطة التوازنات الإقليمية في الشرق الأوسط.