بخيال واسع وقدرات متواضعة.. مليشيا الحوثي «تفرض حظراً جوياً» على إسرائيل!

في مشهد أقرب إلى الكوميديا السوداء، جددت مليشيا الحوثي الإرهابية، الذراع الإيرانية في اليمن، تحذيراتها الفارغة لشركات الطيران العالمية، متوهمة قدرتها على “فرض حظر جوي” على كافة المطارات الإسرائيلية، في تصعيد خطابي جديد يفتقر إلى أبسط مقومات الواقعية.

وتأتي هذه “التحذيرات المهيبة” بعد ساعات من محاولة المليشيا استهداف مطار بن غوريون بصاروخين وطائرة مسيرة، في عملية لم تحقق أهدافها المعلنة، لكنها منحت المتحدث الحوثي مادة للظهور الإعلامي مجدداً.

ونقلت قناة الميادين المقربة من حزب الله تصريحات لـ”مصدر حوثي” – الذي لم يُفصح عن هويته كالعادة – نصح فيها شركات الطيران “بضرورة تغيير وجهتها والإصغاء جيداً لتحذيرات الجيش اليمني”، في استخدام مضلل لمصطلح “الجيش اليمني” للإشارة إلى المليشيا.

وفي تهويل متوقع، زعم المصدر أن مسار الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية التي تطلقها المليشيا على إسرائيل “مسار ثابت وقوي ويتصاعد”، متجاهلاً حقيقة أن معظمها يتم اعتراضه قبل وصوله لأهدافه.

وختم المصدر بعبارة مكررة بأنهم “لا يلتفتون للحرب النفسية ولا التهديدات”، في تناقض واضح مع واقع المليشيا التي تعتمد الحرب النفسية كأداة رئيسية في خطابها.

فجوة بين الخطاب والقدرات
تكشف تهديدات الحوثيين المتكررة عن فجوة هائلة بين الخطاب المتضخم والقدرات المحدودة على الأرض، فمليشيا تعجز عن السيطرة على كامل اليمن رغم سنوات من الحرب، تدعي قدرتها على فرض حظر جوي على دولة تمتلك واحدة من أقوى منظومات الدفاع الجوي في العالم.

وتأتي هذه التصريحات في سياق محاولة المليشيا تضخيم دورها الإقليمي وإظهار نفسها كلاعب أساسي في الصراع، رغم أنها مجرد أداة في الاستراتيجية الإيرانية الأوسع بالمنطقة.

ويبدو أن الهدف الحقيقي من هذه التهديدات هو تحقيق مكاسب إعلامية محلية وإقليمية، في وقت تعاني فيه المليشيا من ضغوط عسكرية متزايدة، خاصة بعد الإصابة المحتملة لعبدالخالق الحوثي، أحد أبرز قادتها العسكريين، في غارة أمريكية مؤخراً.

وتعكس لغة “الحظر الجوي” محاولة مليشيا محلية لتقليد خطاب الدول ذات السيادة، في مفارقة تثير السخرية أكثر مما تثير القلق لدى المراقبين الجديين للمشهد الإقليمي.

زر الذهاب إلى الأعلى