ميليشيا الحوثي تدشن أوسع حملة تحشيد في أربع محافظات استعدادًا لتصعيد عسكري جديد

كشفت مصادر مطلعة في العاصمة صنعاء عن إطلاق ميليشيا الحوثي حملة تحشيد عسكري واسعة النطاق، تعد الأكبر من نوعها منذ سنوات، وتشمل أربع محافظات خاضعة لسيطرتها، وهي صنعاء وعمران وحجة وذمار.
تأتي هذه الحملة في إطار استعدادات الميليشيا لجولة جديدة من التصعيد العسكري في عدد من جبهات القتال، أبرزها مأرب وتعز والضالع.
وبحسب المصادر، يقود هذه الحملة شخصيات حوثية بارزة، على رأسها رئيس الاستخبارات العسكرية في الميليشيا “أبو علي الحاكم”، وعضو ما يسمى المجلس السياسي الأعلى “محمد علي الحوثي”، حيث كثفت الجماعة خلال الأيام الماضية جهودها لاستقطاب مقاتلين جدد عبر لقاءات موسعة مع مشايخ القبائل، وحملات تعبئة داخل المساجد والمدارس والمرافق الحكومية.
وأكدت المصادر أن هذه الحملة جاءت بتوجيهات مباشرة من زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، في إطار مخطط تصعيدي يهدف إلى تعزيز موقف الميليشيا في الجبهات الرئيسية.
ووفقًا للمصادر، فقد وجهت قيادة الحوثيين مشرفيها الميدانيين ومسؤوليها الأمنيين بتكثيف عمليات التجنيد، وسط تحذيرات من إجبار القبائل على تقديم مجندين جدد تحت التهديد والضغط.
وتتزامن هذه التحركات مع حشد الميليشيا لقوات بشرية كبيرة باتجاه محافظة مأرب، التي شهدت خلال الأيام الماضية تعزيزات ضخمة من المعدات العسكرية، في مؤشر واضح على نية الحوثيين تصعيد القتال في المنطقة.
استعدادات لمعركة فاصلة!
تزامنًا مع الحشد البشري والعسكري، وجهت قيادة الحوثيين وحداتها العسكرية بالاستعداد لمواجهات مباشرة مع قوات الجيش الوطني، حيث تشير التقارير إلى أن التصعيد القادم قد يتجاوز حدود المناوشات إلى اشتباكات عنيفة تهدف إلى تحقيق اختراقات ميدانية جديدة.
وفي هذا السياق، أكد مصدر عسكري أن الميليشيا دفعت بتعزيزات كبيرة إلى جبهات القتال في مأرب وتعز، إضافة إلى تحريك قواتها في الضالع، في خطوة تعكس مساعيها لإحداث تغيير في خارطة السيطرة الميدانية، خاصة بعد تكبدها خسائر فادحة خلال الأشهر الماضية.
تجنيد قسري واستغلال للمدنيين
أفادت المصادر أن الميليشيا الحوثية تمارس ضغوطًا مكثفة على القبائل، وتجبر الأهالي على إرسال أبنائهم للقتال، مستغلة الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها المناطق الخاضعة لسيطرتها. كما لجأت الجماعة إلى استهداف طلاب المدارس، حيث تعمد إلى إقامة أنشطة طائفية تحثهم على الالتحاق بالمعسكرات الحوثية.
ووفقًا لتقارير محلية، فقد توسعت عمليات التجنيد القسري خلال الأسابيع الماضية، وسط تصاعد شكاوى الأهالي من اختطاف أطفالهم وإرسالهم إلى الجبهات دون علمهم أو موافقتهم.
مخاوف من تصعيد كبير في مأرب وتعز
يرى مراقبون أن التحشيد الحوثي الحالي يشير إلى نية الجماعة لإشعال جبهات القتال من جديد، خاصة في مأرب التي تمثل مركز ثقل استراتيجي، حيث تحاول الميليشيا تحقيق تقدم فيها بعد فشل محاولاتها السابقة.
وفي محافظة تعز، تتوقع مصادر عسكرية أن تشهد الجبهات تصعيدًا كبيرًا خلال الأسابيع المقبلة، حيث تسعى الميليشيا لإحكام السيطرة على مناطق جديدة، مستغلة حالة الجمود العسكري التي سادت خلال الفترة الماضية.
استعدادات الجيش الوطني وردود الفعل
في المقابل، أكد مصدر عسكري في الجيش الوطني أن القوات الحكومية في مأرب وتعز والضالع تراقب التحركات الحوثية عن كثب، وقد رفعت جاهزيتها القتالية تحسبًا لأي هجمات مفاجئة. كما أشار المصدر إلى أن الجيش الوطني يمتلك معلومات دقيقة عن خطط الحوثيين، ويستعد للتعامل معها بحزم.
وحذر المصدر من أن التصعيد الحوثي قد يؤدي إلى جولة جديدة من المواجهات العنيفة، ما قد يزيد من معاناة المدنيين، خاصة في ظل استمرار استهداف الميليشيا للمناطق الآهلة بالسكان بالصواريخ والمسيرات المفخخة.