تصعيد حوثي يعكس رفضًا للسلام واستعدادًا لاجتياح المناطق المحررة
تشهد جبهات القتال في اليمن تصعيدًا حوثيًا متسارعًا يعكس توجه الميليشيات نحو استراتيجية عسكرية تصعيدية بدلًا من الانخراط في جهود السلام.
تأتي هذه التطورات وسط تقارير ميدانية عن تكثيف الحوثيين عملياتهم العسكرية غرب محافظة تعز، وإصدارهم توجيهات لعناصرهم بالتأهب لاجتياح المناطق المحررة التابعة للحكومة اليمنية الشرعية.
استعدادات حوثية مكثفة في جبهة القبيطة وكرش
وفقًا لمصادر عسكرية ميدانية، نفذت ميليشيات الحوثي سلسلة إجراءات لتعزيز مواقعها في مناطق التماس بأطراف منطقة القبيطة ومحيط جبهة كرش بمحافظة لحج جنوبي اليمن، وتشمل هذه الإجراءات:
تفجير العبَّارات وإغلاق الطرق الفرعية، تهدف هذه الخطوة إلى عرقلة تقدم القوات الحكومية، وخلق صعوبات لوجستية أمام أي عملية عسكرية محتملة، وفقًا لخبراء عسكريين.
زراعة الألغام متعددة المهام، وتعتبر هذه التكتيكات نهجًا مستمرًا للحوثيين في استهداف الأفراد والمعدات بشكل عشوائي، مما يزيد من التحديات أمام القوات الحكومية والسكان المحليين.
حفر الخنادق ووضع السواتر الحجرية، تشير هذه التحركات إلى تعزيز دفاعات الحوثيين في خطوط التماس، ما يعكس نية واضحة لإطالة أمد الصراع وتحويله إلى حرب استنزاف.
إرسال تعزيزات قتالية: دفعت الميليشيات بمزيد من القوات والمعدات إلى مواقع تبعد نحو 10 كيلومترات عن منطقة الشريجة، ما يعكس استعدادًا لصد أي هجوم محتمل أو شن عمليات هجومية.
تصعيد في غرب تعز وتحدٍ للسلام
في الوقت الذي يواصل فيه المجتمع الدولي الدعوة إلى التهدئة والسلام، كثف الحوثيون عملياتهم العسكرية غرب محافظة تعز، في خطوة تُظهر رفضهم الواضح لمسار السلام.
وبدلًا من تقديم تنازلات تدفع نحو حل سياسي شامل، أصدر الحوثيون توجيهات لعناصرهم بالتأهب لاجتياح المناطق المحررة، مما يعكس توجههم نحو التصعيد بدلاً من الحوار.
رسائل حوثية وأبعاد التصعيد
رسالة داخلية، تهدف الميليشيا إلى تعزيز الروح المعنوية بين عناصرها في ظل التحديات المتزايدة، مع توجيه رسالة مفادها أن الخيارات العسكرية لا تزال أولوية.
رسالة خارجية: يسعى الحوثيون إلى ممارسة ضغط ميداني على الحكومة الشرعية والتحالف الدولي، في محاولة لتغيير ميزان القوى لصالحهم أو تحسين شروطهم في أي مفاوضات مستقبلية.
السيناريوهات المقبلة
استمرار التصعيد العسكري: إذا لم يتم احتواء التحركات الحوثية، فإن جبهة كرش وغرب تعز قد تشهد تصعيدًا واسع النطاق، ما ينذر بتفاقم المعاناة الإنسانية في المناطق المتضررة.
عمليات عسكرية مضادة: من المتوقع أن تسعى القوات الحكومية إلى كسر الجمود الميداني من خلال عمليات عسكرية تهدف إلى استعادة زمام المبادرة وتخفيف الضغط على خطوط التماس.
خلاصة
تُظهر التحركات الأخيرة أن الحوثيين لا يزالون يفضلون الخيار العسكري على حساب الحلول السلمية، مما يُعقد الجهود الدولية لإحلال السلام في اليمن. ومع تصاعد التوترات في جبهات القتال، تبدو الأوضاع مهيأة لجولة جديدة من العنف الذي قد يطيل أمد الأزمة اليمنية.