صحيفة أمريكية: إيران تستخدم الحوثي حقل تجارب وعلى استعداد للقتال حتى آخر فلسطيني ويمني
اعتبر تقرير أعده صحيفة، ذا ألجيماينر جورنال، الأمريكية، أن إيران تستخدم الحوثي حقل تجارب لأسلحتها، وعلى استعداد للقتال إلى آخر يمني ولبناني وفلسطيني، لتجنب نفسها القتال المباشر مع الدول العربية، وإسرائيل.
ووفقًا للتقرير، العقيد المتقاعد (مايكل سيجال)، خبير في القضايا الاستراتيجية الإيرانية والذي يعمل اليوم رئيس معلومات في شركة أكيومن ريسك للاستشارات في مجال الاستخبارات وإدارة المخاطر، لوكالة أخبار اليهود الجديدة (JNS) أن اليمن على مدى السنوات الأخيرة، كانت تستخدمه إيران كأكبر حقل تجارب لأنواع مختلفة من الأسلحة.
وأثناء عمليات التحالف بقيادة السعودية في اليمن، بعد سيطرة الحوثيين على أجزاء من البلاد، قام الحوثيون بإطلاق مجموعة واسعة من الصواريخ والطائرات المُسيّرة على المواقع الاستراتيجية في السعودية، بما في ذلك منشآت النفط والمطارات.
وصرح سيجال: ان “اليمن، حيث ما زال القتال نشطاً في مناطق مختلفة، توفرت لإيران فرصة لاختبار مجموعة متنوعة من الأسلحة، بدءًا من العبوات الناسفة وبنادق القنص والأسلحة المضادة للدبابات إلى الصواريخ الباليستية والطائرات المُسيّرة.”
وواصل القول: “تُنقل هذه الأسلحة إلى الحوثيين إما كأنظمة كاملة أو على شكل أجزاء وتُجمع في اليمن”.
و منذ بداية سبتمبر/ أيلول، أسقط الحوثيون طائرتي درون من طراز MQ-9 Reaper الأمريكيتين، على الأرجح باستخدام صواريخ ارض جو إيرانية من طراز 358، والتي من المحتمل أن تكون أيضًا بحوزة حزب الله في لبنان وميليشيات موالية لإيران في العراق.
ولاحظ سيجال أن استراتيجية إيران في دمج الحوثيين في “محور المقاومة” نجحت بعد الهجوم الذي نفذته حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، حيث انضم الحوثيون إلى الحملة في البحر الأحمر، معرقلين مسارات الشحن الإسرائيلية ومتسببين في أضرار جسيمة في إيرادات مصر من قناة السويس.
أضاف: “في أغسطس/ آب، تم قتل خبير الطائرات المُسيّرة الحوثي (حسين مستور الشعبل)، في ضربة أمريكية على ميليشيا كتائب حزب الله الشيعية في العراق، وهو تذكير بأن إيران تقوم بنقل المعلومات عبر وكلائها من ساحة إلى أخرى، من خلال المدربين”.
ويتضمن هذا نقل المعرفة الصاروخية على المدى بعيد، كما صرح سيجال، بما في ذلك استخدام المدربين من حزب الله في اليمن في الماضي.
وتستند هذه الاستراتيجية على عقيدة دينية إيرانية متعصبة، عبر قائد الحرس الثوري الإسلامي في طهران، اللواء (حسين سلامي)، الذي أعلن خلال حفل عسكري إيراني: “لقد جئنا لإعداد الأرض لظهور الإمام المهدي”، وفقًا لموقع Iran Dossier.
وتم تحديد هذه الرؤية الشيعية الإسلامية من قبل المسؤولين الإيرانيين كهدف للثورة الإسلامية، وتم استخدامها لتبرير العدوان وبناء الوكالات في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
القتال حتى آخر فلسطيني، لبناني، يمني، عراقي:
قال سيجال: “أعتقد أن استراتيجية إيران على المدى الطويل، مشابهة لنهجها في لبنان والعراق وغزة والضفة الغربية والسامرة، و قد أحاطت بإسرائيل بنجاح وأبقتها محتلة على عدة جبهات، دون أن تدفع إيران نفسها أي ثمن مباشر.
وتتمثل عقيدة إيران في دفع النزاعات بعيدًا عن حدودها وتجنب الانخراط إلا إذا كان ذلك ضروريًا، وحتى الآن، لم ترد إيران على اغتيال هنية على أرضها”.
وأضاف: “في جوهر الأمر، إيران على استعداد للقتال حتى آخر فلسطيني، لبناني، يمني وعراقي.
وإذا كانت إسرائيل والغرب يبحثون عن استقرار طويل المدى في المنطقة، يجب عليهم إخراج إيران من المعادلة، في المقام الأول عن طريق توجيه تهديد مباشر إلى إيران وزعيمها، علي خامنئي، شخصيًا”.
وقد أدى الهجوم بالصواريخ يوم الأحد إلى سقوط حطام من الصواريخ الاعتراضية في مناطق مفتوحة، مع هبوط شظايا في محطة قطار، غرب القدس.
بالإضافة إلى ذلك، اندلع حريق بالقرب من موشاف كفار دانيال، حيث وصلت طواقم خدمة الإطفاء والإنقاذ الإسرائيلية لاحتواء الحريق وإخماد النيران.
الناطق العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، أعلن مسؤوليته عن الهجوم، وقال إن الصاروخ كان باليستياً فرط صوت قادر على الوصول إلى مدى 2,040 كيلومتر (1,268 ميل) في 11.5 دقيقة.
ووصف الضربة بأنها جزء من المرحلة الخامسة في حملة الحوثيين ضد إسرائيل.
ويُعرف الصاروخ فرط صوت عادةً بأنه سلاح قادر على السفر بسرعة Mach 5 أو أسرع (خمس مرات سرعة الصوت)، سرعة يمكن مطابقتها بواسطة الصواريخ البالستية الموجودة.
والفارق يكمن في قدرة الصواريخ فائقة السرعة على التحكم داخل الغلاف الجوي بعد أن يعودوا إليه من الفضاء، وفقًا لمركز الرقابة على الأسلحة وعدم انتشارها في واشنطن.
لا توجد دلائل على وصولهم إلى مرحلة الاختبار:
عبّر عوزي روبي، مؤسس وأول مدير لمنظمة دفاع صواريخ إسرائيل في وزارة الدفاع، الذي لعب دوراً رئيسياً في تطوير برنامج الدفاع الصاروخي الأول “أرو”، عن شكوكه في المزاعم التي تفيد بأن الصاروخ الذي أطلق يوم الأحد كان فائق الصوت.
وأشار إلى أنه في حين أعلنت إيران نيتها تطوير مثل هذه الأسلحة، إلا أنه لا توجد دلائل على أنهم وصلوا إلى مرحلة الاختبار.
وقدّر روبي، الذي يعمل كباحث كبير في معهد القدرات الاستراتيجية والأمن في القدس، أن زمن الطيران للصاروخ يتطابق مع ذلك للصواريخ الباليستية التقليدية.
وقال: “لا شك في أن الإيرانيين قدموا للحوثيين نسخة تتمتع بمدى أطول قليلاً من صواريخ قادر التي كان يستخدمها الحوثيون لمهاجمة إيلات حتى الآن”.
في تحليل نُشر في مركز بيغين-سادات للدراسات الاستراتيجية في جامعة بار إيلان في يونيو/ حزيران، أشار روبين إلى أن صاروخ قادر هو “نسخة متقدمة من الصاروخ الإيراني الشهير، شهاب 3″، الذي هو بحد ذاته تصميم كوري شمالي يُصنع تحت ترخيص في إيران.
وأشار إلى أن الإيرانيين قدموا صواريخ قادر إلى “حلفائهم الحوثيين في اليمن”، الذين استخدموها لاستهداف إيلات ست إلى سبع مرات بين أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ويونيو/ حزيران 2024. وقال إن دقة قادر ليست عالية جدًا، وأنها أكثر مناسبة لاستهداف مراكز السكان بدلاً من المرافق الدقيقة.
وقد أطلق الحوثيون أكثر من 200 قذيفة على إسرائيل منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، وفقًا لتقييمات الجيش الإسرائيلي. وأعلن الإرهابيون المدعومون من إيران في اليمن حصارًا بحريًا على إسرائيل وأجزاء من الشرق الأوسط، وهاجموا عشرات السفن من جميع أنحاء العالم، و غرق بعضها مما أثر ذلك على الاقتصاد العالمي.
و يقوم الجيش الإسرائيلي بالتحقيق في أدائه في الدفاع الجوي، وامتنع عن التعليق على الحادثة.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنه منذ بداية الحرب، اعترض نظام آرو العديد من الصواريخ الباليستية، بمعدل نجاح شبه مثالي.
ويشمل ذلك الصواريخ الباليستية السابقة التي أطلقها الحوثيون والقصف الصاروخي الإيراني في 14 نيسان/أبريل.
و في 19 يوليو/تموز، استهدفت القوات الجوية الإسرائيلية ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون في “عملية الذراع الطويلة”، والتي شملت طائرات مقاتلة تحلق على نفس المسافة اللازمة لضرب إيران وضرب البنية التحتية للميناء المستخدمة في النشاط الإرهابي، وبعد ذلك تعهد الحوثيون بالانتقام.
وجاء هجوم القوات الجوية الإسرائيلية بعد يوم من قيام الحوثيين بإطلاق طائرة مُسيّرة من طراز صماد 3 إيرانية الصنع على تل أبيب، مما أسفر عن مقتل مدني وإصابة عدة آخرين.
وفي إبريل/نيسان، انفجر صاروخ كروز أطلق من اليمن شمال إيلات.
ويسلط هذا الحادث الأخير الضوء على التحديات المعقدة التي تواجهها إسرائيل في الوقت الذي تواصل فيه الدفاع عن نفسها ضد حرب متعددة الجبهات، وتتعامل مع التهديدات من الجهات الفاعلة الإقليمية والخصوم البعيدين مثل الحوثيين المدعومين من إيران.
ومع بدء التحقيق، يقوم المسؤولون الإسرائيليون بإعادة تقييم فعالية أنظمة الدفاع الصاروخي الخاصة بهم في مواجهة التهديدات الصاروخية المتطورة.