الحوثيون يكملون “طوق الأزمات” حول مصر بعسكرة البحر الأحمر
أكملت الميليشيا الحوثية الموالية لإيران “طوق الأزمات الخطيرة” حول مصر، بمواصلة هجماتها العسكرية ضد السفن التجارية في البحر الأحمر ومحاولة إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل انطلاقاً من الساحل الغربي لليمن.
وألحقت العمليات العسكرية للحوثيين وتداعياتها المتمثّلة بتعطيل الشحن البحري الدولي، وشنّ غارات جوية أمريكية وبريطانية ضد أهداف عسكرية في مناطق سيطرة الحوثيين كرد على تلك الهجمات، وعسكرة البحر الأحمر، أضرارًا اقتصادية بالغة بمصر التي تواجه منذ عدّة سنوات أزمة اقتصادية، إذ تراجعت إيرادات قناة السويس التي تشكّل مورداً رئيسياً للموازنة العامة بسبب تحويل السفن التجارية وجهتها إلى رأس الرجاء الصالح بدلاً من قناة السويس.
ويحيط بمصر طوق من الأزمات التي تلقي بتداعياتها الخطيرة على اقتصادها، أكملته الميليشيا الحوثية بتحويل البحر الأحمر إلى منطقة حرب وإحياء التنافس الدولي على هذا الممر الحيوي والاستراتيجي، إذ يشهد قطاع غزة على الحدود الشمالية الشرقية لمصر حرباً بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية منذ الـ 7 من أكتوبر الماضي ألقت بأعبائها الأمنية والسياسية والاقتصادية على مصر، ويشهد السودان على الحدود الجنوبية لمصر منذ منتصف أبريل 2023 حرباً دامية بين القوات المسلّحة السودانية وقوات الدعم السريع، علاوة على الانقسام والاضطّراب السياسي الذي تشهده ليبيا على الحدود الغربية لمصر منذ عام 2011.
كما تشهد العلاقات بين مصر وإثيوبيا في شرق أفريقيا أزمة كبيرة بسبب بناء سد النهضة ومخاطره على حصة مصر من مياه النيل، حيث تفاقمت هذه الأزمة مؤخّراً على خلفية سعي إثيوبيا للحصول على منفذ على البحر الأحمر وهو الأمر الذي يضرّ بمصالح الدول المطلة على البحر الأحمر وخاصةً مصر.
وتلقّى اقتصاد مصر المتدهور بالفعل ضربة جديدة موجعة نتيجة التراجع الحاد في الإيرادات بعد الهجمات التي شنّها الحوثيون على سفن الشحن التي أدّت إلى تحويل الملاحة التجارية بعيداً عن قناة السويس، لتزداد معها الحاجة الملحّة إلى إجراء إصلاحات والحصول على مساعدات من الخارج.
وباتت الآن كل المصادر الرئيسية للعملة الأجنبية تقريباً، وهي صادرات الغاز الطبيعي والسياحة وتحويلات العاملين في الخارج ومؤخّراً قناة السويس، تحت ضغط شديد.
وتحتاج مصر إلى العملة الأجنبية ليس فقط لاستيراد السلع الأساسية، ولكن أيضاً لسداد 189.7 مليار دولار من الديون الخارجية، تراكم معظمها في السنوات العشر الماضية.
ومن المقرّر سداد ما لا يقل عن 42.26 مليار دولار من الديون هذا العام، على الرغم من توقّع محلّلين إرجاء سداد بعض هذه المبالغ إلى فترات لاحقة.
وفي الـ 16 من يناير قال دبلوماسيون أوروبيون إن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي قدمواً دعماً مبدئياً لفكرة تشكيل مهمة بحرية لحماية السفن من هجمات جماعة الحوثيين في البحر الأحمر.
وأضاف الدبلوماسيون أن الهدف هو تشكيل المهمة في موعد أقصاه 19 فبراير على أن تبدأ العمل سريعاً.
وقال العديد من الدبلوماسيين إنهم يأملون في تسريع العملية في ضوء التوتّر في المنطقة.
وأفاد الدبلوماسيون بأن اللجنة السياسية والأمنية التابعة للتكتّل وهي المعنية بالسياسة الخارجية والدفاعية للاتحاد قدّمت دعمها المبدئي للمهمة التي ستتعاون مع شركاء يؤيّدون الفكرة.
وكان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أعلن في 19 ديسمبر 2023 تحالف “حارس الازدهار” وهو تحالف متعدّد الجنسيات تقوده الولايات المتحدة يهدف لشنّ عملية عسكرية للرد على الهجمات التي يقودها الحوثيون على السفن المتجهة إلى إسرائيل أو المرتبطة بها في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن.
وقال إن الحلف تشكّل تحت مظلة القوات البحرية المشتركة وقيادة قوة المهام المشتركة “153” كرد على الهجمات التي يشنّها الحوثيون في اليمن ضد السفن التجارية في البحر الأحمر.