الميليشيا الحوثية تكثّف مناوراتها العسكرية تمهيداً لتصعيد محتمل
كثّفت الميليشيا الحوثية الموالية لإيران مناوراتها العسكرية وخاصةً منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ما أثار مخاوف اليمنيين من استغلال الحوثيين للأحداث الدائرة في المنطقة والإقليم والاستعداد للتصعيد العسكري الشامل وإشعال جبهات القتال في مختلف المحافظات والعودة للحرب من جديد.
ويخشى اليمنيون من محاولة الحوثيين نسف كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الحرب والتوصّل إلى سلام شامل وعادل ودائم، وتوريط اليمن في حرب إقليمية بعد تبنّي عدّة محاولات لإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة مفخّخة باتجاه إسرائيل.
وأوردت وكالة الأنباء اليمنية في نسختها الحوثية خبراً في الـ 13 من نوفمبر حول تنفيذ ألوية حرس الحدود مناورة عسكرية شارك فيها “الطيران المسيّر والقوة الصاروخية والمشاة والقنّاصة تحمل اسم طوفان الأقصى بمناسبة تخرّج كتائب من منتسبيها من دورات قوات خاصة”.
وقالت الوكالة إن أفراد قوات حرس الحدود “تلقّوا تدريبات عملية لفترة طويلة، لتنمية مهاراتهم وقدراتهم العسكرية والقتالية”، وهو الأمر الذي فسّره مراقبون بمحاولة إشعال جبهات القتال على الحدود مع المملكة العربية السعودية من جديد استغلالاً لانشغال دول المنطقة والإقليم بالحرب التي تشنّها إسرائيل على قطاع غزة والتصعيد الذي تشهده الحدود اللبنانية الإسرائيلية والعمليات العسكرية التي تستهدف قواعد أمريكية في العراق وسوريا.
وفي الـ 3 من نوفمبر نفّذت الشرطة العسكرية التابعة للحوثيين في محافظة صعدة مناورة بمناسبة تخرّج دفعة “طوفان الأقصى” بمشاركة أسلحة الصواريخ والمدفعية والطيران المسيّر والدبّابات والرشّاشات ومختلف أنواع الأسلحة.
وفي الـ 29 من أكتوبر نفّذت ما تسمّى “قوات كتائب الدعم والإسناد” مناورة عسكرية باسم “طوفان الأقصى” بمشاركة الآليات والمدافع والرشّاشات.
وحذّر خبراء من إمعان الحوثيين في اختطاف ومصادرة القرار الرسمي والشعبي وسلب الحكومة الشرعية سلطاتها السياسية والدبلوماسية والتعامل مع القضايا العربية والإسلامية المصيرية بمعزل عن الإجماع والتوافق العربي والإسلامي الذي تؤطّره جامعة الدول العربية ومنظّمة التعاون الإسلامي، وتحويل عاصمتهم وبلادهم إلى جزء ممّا يسمّى “محور المقاومة” الذي تتباهي طهران بأنها من أنشأت أذرعته العسكرية في لبنان والعراق وسوريا واليمن، ما يعني محاولة جرّ البلاد إلى الانخراط في مواجهة عسكرية أو معركة ليست طرفاً فيها، ما يهدّد بإطالة أمد الحرب التي أشعلتها الميليشيا أواخر مارس عام 2015 وإفشال وتعطيل الجهود الإقليمية والدولية الرامية لإنهائها وتحقيق تسوية سياسية شاملة.
وحذّروا من خطورة ما تخطّط له الميليشيا أو تستعد لتنفيذه خدمة لأجندة خارجية، وما يمثّله ذلك من تصعيد إقليمي سيشعل المنطقة كلها، فضلاً عن مفاقمة الكارثة الإنسانية في بلد تصنّفه الأمم المتحدة بأحد أكبر الأزمات الإنسانية في العالم مع احتياج ما يقدّر بنحو 21.6 مليون شخص إلى المساعدات الإنسانية أو الحماية هذا العام.
وفي الـ 14 من نوفمبر قال زعيم الميليشيا عبد الملك الحوثي في كلمة له إن جماعته ستستمر في التخطيط لعمليات إضافية باتجاه إسرائيل وفي البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
وفي أكتوبر عام 2016 تبنّى الحوثيون إطلاق صواريخ باتجاه ثلاث سفن حربية أمريكية في البحر الأحمر ما شكّل تهديداً للملاحة البحرية وحركة التجارة العالمية في هذا الممرّ الحيوي، الأمر الذي أدّى إلى قيام الولايات المتحدة بعد إصدار تحذير بقصف مواقع رادار للحوثيين في محافظة الحديدة الساحلية في أوّل تدخّل عسكري مباشر للولايات المتحدة ضد الحوثيين.