لماذا فشلت مليشيا الإخوان والحوثي في جر المقاومة الوطنية إلى صراعات داخلية؟
منذ انطلاق المقاومة الوطنية، بقي العميد طارق صالح بعيدًا عن دائرة الصراعات، مناديا إلى وحدة صف، خبيرًا ومدركًا بطبيعة المليشيا الحوثية التي لا تجد مساحة آمنة للبقاء سوى في مناطق النزاع والشقاق والتفرقة.
قدم العميد طارق صالح في مسيرته النضالية الكثير من التنازلات، من أجل الحفاظ على بندقيته موجهة نحو المليشيا لكنها على كل حال تنازلات أتت من منطلق ومنطق القوة كما عاضدت الصف الوطني وأصبحت مكسبا شعبيا يؤتي أكله كل حين بتنامي المقاومة الوطنية وحضورها العسكري والسياسي في الحس الجماهيري.
وقد اكتسبت المقاومة الوطنية حضورها الشعبي لكونها حاملا لتطلعاتهم، قادمة من رؤاهم وتصورهم وفهمهم للأحداث، وهكذا كان متاحا لها أن تتشكل من مختلف الفئات والشرائح والمناطق مذيبة بذلك كل الانقسامات التي أحدثتها مليشيا الحوثي في الجسد الوطني.
منذ البدء، سلك طارق صالح خطًا واضحًا في مواجهة المليشيا ضمن صفوف القوات المشتركة وكان إلى جانب المجلس الانتقالي الأوضح والأصدق والأكثر ثباتا في حين يتهاوى الطارئيين.
إن وضوح طارق صالح يجعل قوات المقاومة محط تقدير واحترام إلى جانب أنها ما تبقى للضمير المجتمعي من رهان.