تفاصيل جديدة عن معركة الحديدة.. والحوثيون يعاودون هجومهم على القوات المشتركة
منعت قيادات مليشيا الحوثي عناصرها من الانسحاب والفرار في مناطق من التحيتا والفازة والجبلية، التي انكسرت منها، وتجبرهم على العودة والمواجهة والانتحار، وتقوم على إطلاق النار على كل من يهرب، وفقًا لمصدر عسكري في القوات المشتركة.
وقال الناطق الرسمي للقوات المشتركة في الساحل الغربي العقيد وضاح الدبيش، لـ«الحديدة لايف»، في وقت مبكر من الخميس 6 فبراير، إن مليشيات الحوثي عاودة الهجوم على الفازة والجبلية بمختلف أنواع الأسلحة في محاولة منه لانتشال جثث عناصره المتناثرة في صحراء الفازة ومزارع الجبلية وإعادة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة الذي تركته خلفها.
وأوضح الدبيش، أن القوات المشتركة في الفازة ( اللواء الخامس عمالقة واللواء السادس مقاومة وطنية واللواء التاسع عمالقة) يلقون مليشيات الحوثي دروسًا وضربات قاسية نتيجة تهورها وطيشها، ومحاولة إشعال النار في الحديدة، انتهاكًا للهدنة الأممية واتفاق السويد.
وأكد ” الدبيش”، وصول القوات المشتركة، معلومات، أن المليشيا الحوثية في جبهة التحيتا، طالبت قياداتها (التحكم والسيطرة) بإرسال تعزيزات (عناصر مسلحة، قذائف مدفعية، صواريخ كاتيوشا، صواريخ موجهة)، إلى التحيتا، نتيجة تعرضها لهجوم شنته القوات المشتركة عليها.
وأفادت مصادر طبية، عن وصول 26 قتيلًا من المليشيات الحوثية، و55 جريحًا إلى مستشفيات الكويت والعسكري بصنعاء ومستشفى باجل الريفي و زبيد العام و العلفي في الحدية و مستشفى بيت الفقيه.
في الأثناء، أكد سكان محليون، أن قيادات حـوثية ٲجبرت عقال ومشائـخ في زبيد والـحسينية وبـيت الفقــية على جمـع مقاتلـين مــن طــلاب المـدارس والــقرى والـحواري لشــن هـجوم مـرتقـب على التحـيتا والــجبلـية لقطـع خــط ٳمـداد الـقوات الـمشتركة في الـحديدة.
وفي وقت متأخر من الأربعاء، 5 فبراير، سحقت القوات المشتركة في الساحل الغربي، مجاميع ضخمة من المليشيا الحوثية الموالية لإيران عقب، تفجيرها للوضع العسكري في مديرية التحيتا جنوب غرب الحديدة، غربي اليمن، محاولة منها لتسجيل نصر معنوي لها بعد هزائم متتالية تكبدتها في المحافظة الساحلية.
وصعدت المليشيا الحوثية خلال الفترة الأخيرة خروقاتها وانتهاكاتها للهدنة الأممية من خلال قصف نقاط ضباط الارتباط التي أنشأتها الأمم المتحدة في أكتوبر 2019، إضافة لاستحداث وحفر خنادق طويلة تمتد إلى داخل مزارع ومنازل المواطنين شرق المديرية.
ويقول مراقبون سياسيون في الشأن اليمني، إن مواصلة المليشيا الحوثية تصعيدها العسكري في الحديدة، دلالة واضحة بعدم قبول تلك الجماعات المبادرات الأممية والمجتمع الدولي لعملية السلام ورفضها تطبيق أي بند من بنود اتفاق ستوكهولم ووقف عملية إطلاق النار بمدينة الحديدة.
والخميس 30 يناير، حذر مجلس الأمن من أن التصعيد العسكري في مختلف جبهات القتال في اليمن، يقوض العملية السياسية، داعيًا الحكومة اليمنية والمليشيا الحوثية إلى تنفيذ كامل لاتفاقية السويد فيما يخص الحديدة، غير أن الحوثيين يرفضون الامتثال لتلك الاتفاقية، ويعملون على التصعيد العسكري المتواصل في الحديدة.
وخلال الفترة 19 -23 أكتوبر 2019 م نشرت الأمم المتحدة 5 نقاط، لمراقبة وقف إطلاق النار في منطقة الخامري ومدينة الصالح، شمالي الحديدة، وقوس النصر “شرقي المدينة”، ومنطقة المنظر “جنوبي المدينة” وفي جولة سيتي ماكس بشارع صنعاء شرقي المدينة، بإشراف رئيس البعثة الأممية لدعم اتفاق الحديدة، الجنرال الهندي أبهيجيت جوها، كان يفترض أن تستحدث الأمم المتحدة نقاط مراقبة في المناطق الأكثر سخونة، بعد أسبوعين من ذلك.
وبسبب الخروقات اليومية من قبل المليشيا الحوثية، وعدم الالتزام بذلك، يجد الجنرال الهندي أبهيجيت جوها، رئيس فريق المراقبة الأممي في الساحل الغربي، صعوبة في إقناع المليشيا الحوثية بتنفيذ الاتفاق، من أجل الانتقال للمرحلة الثانية، تمهيدًا لتطبيق اتفاق السويد.
وفي 13 ديسمبر 2018، وقعت الحكومة اليمنية والمليشيا الحوثية الموالية لإيران، اتفاقا برعاية الأمم المتحدة يقضى إلى وقف إطلاق النار و إعادة الانتشار في الموانئ ومدينة الحُديدة، خلال 21 يوماً من بدء وقف إطلاق النار؛ إلا أن ذلك تعثر حتى الآن بسبب رفض الحوثيين تنفيذ بنود الاتفاق رغم مرور أكثر من عام على توقيعه.