مرصد حقوقي: حياة المدنيين في 11 محافظة يمنية مهددة بألغام الحوثيين والعبوات المتفجرة
قال المرصد اليمني للألغام، الثلاثاء 4 أبريل 2023، إن حياة المواطنين المدنيين في إحدى عشر محافظة يمنية معرضة لمخاطر كبيرة نتيجة تلوث مناطق واسعة من أراضيها بالألغام التي زرعها الحوثيين والذخائر المتفجرة والعبوات والمقذوفات من مخلفات الحرب المستمرة في البلاد منذ تسع سنوات.
وأضاف المرصد الحقوقي في تقرير له بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام، أنه “وثق منذ بداية عام 2022م وحتى 4 أبريل 2023م، سقوط 872 ضحية من المدنيين، معظم هؤلاء الضحايا سقطوا في محافظة الحديدة الساحلية”.
وأكد المرصد، أن عدد ضحايا الألغام الحوثية والأجسام الحربية غير المتفجرة بلغ 349 قتيلا، منهم 120 طفلا و19 امرأة، و4 مهندسين عاملين في نزع الألغام.
وأشار إلى “إصابة 523 مدنيا، منهم 217 طفلا، و33 امرأة، العشرات من هؤلاء المصابين يعانون من إعاقة مستديمة”.
وأوضح المرصد أنه “وثق خسائر مادية خلال نفس الفترة، منها تعرض 64 مركبة مدنية لتدمير كلي أو جزئي، وتدمير 83 دراجة نارية، ونفوق نحو 460 رأسا من الماشية (اغنام- ابقار- جمال)”.
وقال تقرير المرصد: “رغم أن الفترة المذكورة، شهدت تراجعاً في العمليات العسكرية، بفعل الهدنة وخفض التصعيد، إلا أن تحركات المدنيين ومحاولة عودة النازحين إلى منازلهم، تسببت في تصاعد عدد الحوادث وارتفاع عدد الضحايا مقارنة بالسنوات الفائتة”.
وطالب المرصد، جماعة الحوثي “بالتوقف الفوري عن زراعة المزيد من الألغام، والأجسام الحربية، وتسليم خرائط الألغام المزروعة، والعمل بشكل جدي على الاستفادة من التمويلات التي تتلقاها من جهات مانحة في تطهير المناطق المأهولة تحت سيطرتها من الألغام وألا تستغل التمويلات في غير ما خصصت لها”.
ودعا المرصد الحكومة اليمنية إلى “تقديم الدعم للفرق العاملة في مجال تطهير الألغام، واعتماد فرع للمركز التنفيذي لمكافحة الألغام في الحديدة لتسهيل عمل الفرق الهندسية في المحافظة”.
وشدد المرصد اليمني على ضرورة أن “يتصدر ملف الألغام قائمة أولويات النقاشات التي يقودها المبعوث الأممي، باعتبار هذا الملف أحد أخطر ملفات الحرب في اليمن”.
ونهاية مارس الجاري، كشف تقرير دولي، عن ارتفاع عدد الضحايا الأطفال جراء حوادث الألغام الأرضية التي زرعها الحوثيون والمتفجرات، ثمانية أضعاف خلال الخمس السنوات الأخيرة، وازديادها نسبيا خلال هدنة الستة الأشهر العام الماضي مما يشكل تهديدا دائما لسلامة أطفال اليمن.
وقال التقرير الصادر عن منظمة “إنقاذ الطفولة”، إن طفلا واحدا يقتل أو يجرح في المتوسط كل ثلاثة أيام في اليمن خلال الخمس سنوات الماضية، بسبب الألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الصراع، بما في ذلك العبوات الناسفة.
والحوثيون هم الطرف الوحيد الذي يستخدم الألغام الأرضية، والعبوات الناسفة، إضافة إلى تنظيمي القاعدة وداعش، حيث عمدت هذه الجماعات الإرهابية المتهمة بتلقي دعم من إيران، منذ بداية الصراع إلى زرع أعداد كبيرة من الألغام في محافظات عدة، وحاولت إخفاءها بأشكال وألوان وطرق مختلفة، ما أدى الى سقوط الآلاف من المدنيين.
وتتهم الحكومة اليمنية ودول ومنظمات أممية، الحوثيين بزراعة أكثر من مليون لغم، وتلويث معظم الأرض اليمنية بالألغام المضادة للأفراد، وهي أعلى نسبة لزرع الألغام منذ الحرب العالمية الثانية، وفقا للأمم المتحدة.