في رسالة لزعيم المليشيا.. سلطان السامعي يشكو تهميشه ونزع صلاحياته ويكشف عن خلافات حوثية
كشف عضو المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، سلطان السامعي، عن وجود خلافات كبيرة داخل المليشيا الحوثية، بسبب تسلط الأجنحة المختلفة على المجلس الذي يعد أعلى هيئة تنفيذية شكلته الجماعة.
وقال الفريق سلطان السامعي في رسالة بعثها إلى زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، ونشرها موقع الصماد نيوز التابع للحوثيين، إن المليشيا أصبحت تعيش وضعًا ومتأزمًا وخطيرًا، تستدعي الإجابة والمعالجة السريعة، بسبب ما أحدثه الانغماسين المتحوثين في إدارة الدولة والمؤسسات الحكومية.
وكشف في الرسالة، أنه رغم ما تعرض له في صنعاء، تركها متوجهًا إلى تعز والضالع وإب ولحج للعمل في الصفوف الأولى، وتلمس احتياجات الناس والمقاتلين، وتقديم ما يمكن تقديمه بصفته عضوا في المجلس السياسي الأعلى، وبالرغم من ذلك، إلا أنه تفاجأ كمن يحرث في أرض جدباء غير ذي زرع، بسبب سلب اختصاصاته، وحصر التعيينات في شخصيات من سلالة معينة.
إلى ذلك، قالت مصادر مطلعة، إن هناك خلافات بين سلطان السامعي وبين عبدالكريم الحوثي، وأبو نصر الشعف قائد المنطقة العسكرة الرابعة التابعة للحوثيين والذي يسيطر على كل مفاصل الدولة إداريًا وأمنيًا وعسكريًا، ويرفض تنفيذ أي توجيهات أو التعاون مع سلطان السامعي، الذي أصبح مقيدًا ومهمشًا بدون أي صلاحيات، مشيرة إلى أنه يواجههم بأن عليه ضغوطات لإثبات أنه ما زال عضوًا في المجلس السياسي الحوثي.
وأفادت المصادر أن هناك خلافات بين المشاط وسلطان السامعي، نتيجة عدم مساعدته، وعدم إيقاف التدخلات في مجال اختصاصه، الأمر الذي جعله هو والمشاط، يعيدون الأمر إلى عبدالملك الحوثي، وهو ما ظهر جليًا من سلطان السامعي.
وفي رسالته، أوضح “السامعي” أن مجلسهم السياسي، أصبح عاجزًا عن فعل أي شيء أمام هذا اللوبي الذي أفرغ الدولة ومؤسساتها وصناديقها من محتواها الوظيفي والمالي، وبات الفساد الذي يحدث في ظل هذا المجلس يضرب المثل عن غيره، مشيرًا إلى أن العجز وصل إلى أن المجلس السياسي وقيادته يلجأون إلى مخاطبة عبدالملك الحوثي لينظر في الوضع.
نص الرسالة
السيد القائد
يقول الله تعالى، وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا، وفي موضع آخر، «وأْفُوا بِعهدي أُوفِ بِعهدكم وَإِيَّايَ فَارهبون».
انطلقنا مع أنصار الله وقيادتها منذ البداية وبيننا وبينهم عهد وميثاق، على مبدأ الشراكة الواحدة ، لا بالطريقة التي أصبحنا بين عشية وضحاها في وضع ومتأزم وخطير، تستدعي الإجابة والمعالجة السريعة، فما أحدثه الانغماسين المتحوثين بيننا والمتنفعين والنافذين في إدارة الدولة والمؤسسات الحكومية بل وحتى المعركة الوطنية والسياسية والعسكرية، يضعنا أمام موقف المراجعة بيننا البين بكل صدق وثقة، وعلى كتاب الله.
ورغم رفعنا ومحاولاتنا العديدة التواصل مع الأخ قائد الثورة الحبيب عبدالملك بدر الدين الحوثي، لشرح ما دار ويدور، وكيف خلطوا الحابل بالنابل، ومزقوا نسيجنا ومجتمعنا ووحدتنا، وتخلوا عن اتفاقيتنا وعهودنا، وبدلوا الطيب بالخبيث، وانساقوا وراء النهب والاحتيال وإقصاء المخلصين، إلا أن كل محاولاتنا باءت بالفشل، وإنها لمصيبة كبرى لو كنتم تعلمون، فقد وضع أولئك بيننا وبينكم حجاب.
صبرنا كثيرا، منذ أن صدر تعميم (عار) بأن أعضاء المجلس السياسي لا يحق لهم مخاطبة أي مسؤول، غير مدير مكتب رئاسة الجمهورية هو الرئيس والقائد، وتحولت البلاد إلى فوضى، لكن طفح الكيل وبلغ السيل الزبى، وعلى الرغم من كل ما تعرضنا له، تركنا صنعاء واتجهنا إلى تعز والضالع وإب ولحج للعمل في الصفوف الأولى، وتلمس احتياجات الناس والمقاتلين، وتقديم ما يمكن تقديمه بصفتنا عضوا في المجلس السياسي الأعلى، إلا أننا تفاجأنا أنننا كمن يحرث في أرض جدباء غير ذي زرع، فالاختصاصات مسلوبة والتعيينات محصورة في شخصيات من سلالات معينة، وفي منهم المقربين من الأجهزة الأمنية العليا فقط، على الرغم من عدم كفاءاتهم، واضرارهم للمسيرة القرآنية وثورة الـ21 من سبتمبر، التي نحن وإياكم فيها شركاء مع بقية ابناء الشعب ولسنا أجراء لدى أحد.
لقد وصل الأمر إلى أن المجلس السياسي الأعلى بنفسه، أصبح عاجزًا عن فعل أي شيء أمام هذا اللوبي الذي أفرغ الدولة ومؤسساتها وصناديقها من محتواها الوظيفي والمالي، وبات الفساد الذي يحدث في ظل هذا المجلس يضرب المثل عن غيره، لقد وصل العجز إلى أننا في المجلس السياسي وقيادته نلجأ إلى مخاطبتكم لتنظروا في هذا الوضع بشكل عاجل وحازم وبحكمة، تحفظ العهود والمواثيق والحقوق.
لم يصل ضعف المجلس وانتشار الفساد واللوبيهات في الدولة، وزيادة المحسوبية إلى مثل هذا منذ أن تم تأسيسه مع الرفقاء في المؤتمر الشعبي العام، في 28 يوليو 2016، فكانت تمضي الدولة ومؤسساتها على النهج المخطط له، غير أن ذلك توارى بعد استشهاد صالح الصماد.
رحم الله الشهيد الصماد ودره الوطني وتضحياته الجسيمة الذين حافظوا على الدولة في أصعب وأحلك الظروف ولم تأتي هذه اللوبيهات إلا بعد استشهاده.