نقاشات فكرية حول جرائم الهاشمية وتأثير الأقيال تربك الحوثيين
أكد العديد من المثقفين والمفكرين اليمنيين، أن الهاشيمة في اليمن، مشروعًا تدميريًا يستهدف الهوية اليمنية ويحاول منذ قدومه إلى اليمن اجتثاث الوجود والذات الحضارية، بتمزيق المجتمع وتقسيمه مذهبيا إلى زيود وشوافع وسنه وشيعه وتمزيقه جغرافيا وهو ما أدى إلى وجود تشققات وتصدعات ونزعات انفصالية.
وقال الباحث فؤاد عامر، إن اليمنيين قادرين على استعادة دولتهم والتخلص من هذا الوباء العنصري السلالي وذلك بتبني خطاب قومي يستنهض المجتمع بأكمله ويقوم على مبادرة وقيم الحريه والمساواة ويواكب الحضارة الإنسانية في القرن الواحد والعشرين.
وأكد خلال ندوة أقامها منتدى معد كرب القومي، أن الدين والعروبة لايناقضان الهوية القومية اليمنية لانهما من مكونات الهوية لكن لا يجب أن تختزل فيهما. وان العلمانية تعرضت للكثير التشويه وعلينا أن تصحح هذا المفهوم ونوضحه للمجتمع..
وفي ندوة أخرى، أقامها المنتدى، أكدت الباحثة والأكاديمية اليمنية نادين الماوري، أن الفكر الإرهابي الحوثي قائم على ادعاء الحق الإلهي المستند في نشأته على يد علماء الزيدية الذين كرسوا ورسخوا هذه الأفكار العنصرية، من خلال مؤامرة خفية تمت بالاتفاق مع إيران وتخطيط وتنفيذ مع السفير الإيراني في اليمن منذ مطلع الثمانينات للقرن الماضي، واستغلت هذه الجماعة بتنظيمها السري غفلة السلطة والمناخ الديمقراطي التعددي وأسسوا حزب الحق كحزب سلالي عنصري وكذلك حزب اتحاد القوى الشعبية كحزب يظم نخبة السلالة الهاشمية واللذان كان لهما دور خبيث في تنفيذ المخطط الإيراني.
وأشارت إلى أن الوثيقة الفكرية لجماعة الحوثي والتي يؤكد مضمونها العنصري، أن الحكم محصور لابناء علي بن ابي طالب وابنائه وسلالته وان الله اصطفاهم على كل البشر وحملهم مسؤلية الدين وحمايته والحفاظ عليه، وقالت ان هذه الوثيقة التي اعلنت عنها جماعة الحوثي وثيقة عنصرية بامتياز وبشكل واضح لا يقبل الجدل ورغم انها تتنافى مع كل القيم والمبادئ والدستور اليمني والدين الإسلامي وأيضا تتنافى مع المواثيق والأعراف الدولية وقوانين حقوق الانسان، إلا اننا نجد تجاهلا من الجميع لهذه العنصرية الواضحة والتي لا تقل وضوحا عن الممارسات العنصرية على الواقع التي تمارسها هذه العصابة السلالية بكل جرأة وأمام العالم اجمع.
وبدورها استعرضت الأكليلة زعفران زايد، الدور الخطير الذي لعبته الهاشمية السياسية في اليمن خلال الخمسة العقود الماضية وكيف أنها استطاعت التغلغل في مفاصل الدولة والمجتمع المدني ومنظماته واحزابه ومارست التخفي والتضليل وكانت توهم الجميع انها مؤمنة بالحرية والمساواه وكانت تتغنى بالوطنية والديموقراطية لكنها كانت تخفي أفكارها وقناعتها القائمه على الولاية والعنصرية وفجأة انقضت على اليمنيين و دولتهم وبعدها كشرت عن أنيابها وكشفت عن أفكارها ، بل وتحاول أن تفرضها بالقوة بعد سيطرتها على مقاليد السلطة في بعض مناطق اليمن ومن بينها العاصمة صنعاء وتعتقد وأهمية ان اليمنيين سيقبلون ويتقبلون هذا الفكر المتخلف الرجعي الكهنوتي.
أما القيل ضياء السعيدي، قال إن الصراع في اليمن قائم بين جماعة عرقية تحاول فرض سيطرتها على بقية المجتمع وهذا الوضع الاستثنائي بمحاولة سيطرة أقلية على الأغلبية يتم عبر تزييف حقيقة الصراع وتغليفه بغطاء ديني ومذهبي.
وقال السعيدي أن حديثنا عن الفكر القومي ليس حديثا شاذا ولا نقدم فكرا غريبا عن العالم بل إن مختلف دول العالم تعتز بقوميتها وتعتمد عليها في بناء أوطانها وتوحيد مجتمعاتها، وان تجاهل اليمنيين وبعدهم عن القومية اليمنية هو السبب وراء التخبط والضياع الذي وصلوا إليه وبحثهم عن مشاريع وأفكار مستورده.
معوقات السلام
الدكتور باسل جباري، قال إن ممارسة الحوثي والهاشمية لمختلف الجرائم في اليمن وإصرارها على الاستمرار في ارتكاب تلك الجرائم وانتهاكها لكل حقوق المواطن اليمني الذي لا تسعى الى حكمه بالحديد والنار وحسب، بل انها تهدف إلى استعباد الشعب باكمله، ولذلك فان السلام المطروح بصيغته القاصره اليوم من البعض امر غير ممكن وغير منطقي ولا يمكن لأي مجتمع ان يتعايش مع الإرهاب ويعيش في سلام مع جماعة عنصرية إرهابية كجماعة الحوثي.
واكد الدكتور جباري، أن اليمنيون لم يسعوا إلى الحرب ولا يريدونها ولكنها فرضت عليهم من هذه الجماعة العنصرية التي انقضت على الحكم وسيطرة على مقدرات الدولة ومؤسساتها ونهبت كل إمكانيتها واستخدمت كل تلك الإمكانيات لتجويع ابناء الشعب اليمني وترهيبه وإدخاله في حروب تمكنها من الاستقواء لتنفيذ اجندة إيرانية على حساب دماء اليمنيين، لان هذه الجماعة عبارة عن شجرة خبيثة لاتعيش الا على الحروب ولا تنمو الا على الدماء.
وأكد “جباري” على أن لا سلام مع الإرهاب الحوثي إلا باجباره على ذلك وفرض السلام عليه، داعيًا المجتمع الدولي إلى استشعار أن خطر الحوثي وارهابه لن يتوقف بدعوات السلام التي تساوي بينه وبين اليمنيين وشرعيتهم وتعتبرهم طرفي صراع، على اعتبار أن هذا التوصيف الخاطئ يشجع الحوثي على توسعه في ارتكاب جرائمه وارهابه التي سيتظرر منه المجتمع الدولي برمته وسيجني الجميع ثمن هذه الدعوات القاصرة التي تطالب اليمنيون بالتعايش مع الارهاب والقبول بسلام معه، خصوصا وان الجماعة الحوثية رفضت كل دعوات السلام القائمة على المرجعيات الدولية وتصر على شرط واحد وهو تسليمها كل شيئ وتمكينها من رقاب اليمنيين ومصيرهم ومستقبلهم واضفاء الشرعية على إرهابهم.