ما وراء عودة الشيخ العولقي إلى شبوة.. وهل أتت متأخرة أم أن للمحافظة بقية؟!
مع ما تعيشه محافظة شبوة من تداعيات خطيرة كانت الأعين ترقب ردود الفعل القبلية كأكثر الفئات المجتمعية عرضة للخطر إذا ما نجح الإخوان في تسليم المحافظة كليا لمليشيا الحوثي ضمن مخطط كوميدي بدأت شواهده المسرحية من مديريات بيحان الثلاث.
استطاع الإخوان بعد تحرير قبائل شبوة لمحافظتهم، صهر تركيبتها القبلية بإخرى سياسية بدءا من استيلائهم على مؤسسات الدولة واستخدام السلطة في تقويض نفوذ القبيلة، تلاه المزيج الديمغرافي الذي حاول الإخوان تخليقه عبر استقدام كيانات ووجوه جديدة تنتمي إلى التنظيم ومنحها السلطة والنفوذ على حساب وجاهات مجتمعية أصيلة، في مخطط يهدف إلى أخونة المحافظة ككل.
ولإنجاح هذا المخطط عمد تنظيم الإخوان إلى إغراق المحافظة في خلافات بينية داخلية مستخدما لذلك النهج الحوثي” فرّق تسد” مع ما قاده من معارك ضد تكوينات قبلية كبيرة لم تنتهي عند قبائل بلعبيد بل وصلت إلى ضرب كل ما هو شبواني كاستهداف قوات النخبة التي لعبت دور في تأمين المحافظة .
تحين الإخوان الفرصة التي ينتهي عندها الفعل القبلي في شبوة تمهيدا لتسليمها السلمي لمليشيا الحوثي وكان تسليم مناطق بيحان والعين وعسيلان بمثابة تجربة اختبارية لنجاح المخطط من فشله.
أدرك الإخوان أن ثمة عراقيل قد تقف أمام استكمال نجاح المخطط بينها الحضور القوي لألوية النخبة الشبوانية فضلا عن اليقضة المجتمعية لأبناء المحافظة والتي بدأت بمسيرات واحتجاجات مناهضة وفاضحة للمخطط، واجهها الإخوان بحملات اعتقالات تعسفية أنتجت عشرات المخفيين قسرا.
بدت مزاعم سقوط شبوة محتملة ووشيكة خصوصا مع انسحاب القوات التابعة للتحالف العربي كرد فعل لما تعرضت له من سلطات شبوة الإخوانية والمؤامرة التي يرتب لها التنظيم الاخواني وما كشفته من مساعي تسليمها الكلي للحوثيين بضمانات قطرية.
محللون رأوا في عودة اللحمة القبلية لمحافظة شبوة خيارا وحيدا لاستعادة حضورها الكبير في مواجهة المد الحوثي الذي مهد له الإخوان عبر تمزيقها من الداخل، وهي دعوة أطلقها الكثير من رجال القبائل والتي وجدت صداها كما يبدو عند قيادة التحالف العربي والذي بدا واضحا عبر عودة الشيخ القبلي البارز عوض بن محمد الوزير إلى مسقط رأسه في مديرية نصاب محافظة شبوة.
وتوافد المئات من أبناء وشيوخ ووجهاء القبائل في شبوة إلى مديرية نصاب، منذو وصوله الى يومنا هذا ، للترحيب بالشيخ عوض محمد بن الوزير العولقي، سلطان العوالق في نصاب، بعد غياب دام ست سنوات .
وجاءت عودة الزعيم القبلي البارز، في غضون دعوة أطلقها لعقد لقاء تشاوري لأبناء شبوة، على خلفية تسليم تنظيم الإخوان مديريات بيحان غربي المحافظة، لمليشيات الحوثي.
وفي أول ظهور له قال الشيخ العولقي أن عودته تأتي لخدمة شبوة ولا يتكئ على أحزاب أو أشخاص بل على” قاعدة قبلية شعبية تاريخية موجودة من قبل أن تخلق الأحزاب وتقوم الجمهوريات”، على حد وصفه.
ويأتي تصريح الشيخ العولقي ترجمة حقيقية لما تمثله عودته من ضرورة لاستجماع القوة الشبوانية المناهضة للحوثي منذ تحرير المحافظة فهل ستنجح القبيلة في إصلاح ما أفسدته السياسة الإخوانية.. شواهد كثيرة من التاريخ اليمني تؤكد فعالية ذلك فيما الإجابة الحقيقة سنتركها للشبوة والدور المعول عليها.