مليشيا الحوثي تبدأ تصفية دفعة جديدة من الحلفاء والشركاء لمشروعها السلالي (تفاصيل حصرية)
اعلنت مليشيا الحوثي، الاثنين وفاة أخطر قيادي فيها وأحد أبرز مؤسسيها الذين عملوا على إنشائها منذ عقود طويلة.
وبعث مهدي المشاط، ببرقية عزاء لأسرة يحيى الشامي في في وفاة اللواء الركن يحيى الشامي رئيس مجلس حكماء أهل البيت كما هو معروف في وسائل الإعلام الذي عمل على تأسيس النواة الأولى للخلايا الحوثية خلال عقود السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي.
ويأتي إعلان وفاة الشامي بعد ثلاثة أيام فقط من دفن نجله زكريا الشامي أحد القيادات الحوثية التي انقلبت على الجيش والفرقة وانضمت لمليشيا الحوثي وتوعد بقتل هادي في 2014.
وأكدت المصادر ان الحوثيين قاموا بتاجيل عملية الإعلان والدفن حتى تمتص غضب جناح صنعاء والذي يتم ازاحته بشكل تدريجي من المناصب في الدولة عن طريق التصفية والاقالة والتي كان آخرها اقاله الدكتور عبد الهادي الشامي من مطابع الكتاب المدرسي وإحلال عامر الجبل في منصبه كونه من أبناء محافظة صعدة .
ولم تنشر وكالة سبأ الحوثية ولا مركز الإ علام الأمني التابع لها خبر الوفاة، واكتفى مكتب رئاسة الجمهورية بمليشيا الحوثي الذي يديره القيادي النافذ أحمد حامد بنشر خبر تعزية المشاط لأسرة الشامي.
ويسود الغموض الواسع أسباب هلاك مجموعة كبيرة وبارزة من مليشيات الحوثي منذ منتصف مارس الماضي، مثل سلطان زابن وزكريا الشامي، ويحيى الشامي.
وكان قد كشف الناشطون أن الشامي وعددا من القيادات الحوثية بينهم رئيس حكومة الانقلاب ووزراء اشتبكوا في ما بينهم إثر معارضاتهم لبعض الأفكار التي تصر إيران على تنفيذها في اليمن، وانقسموا بين مؤيد ومعارض ما تسبب في مقتل نجل مهندس الانقلاب وإصابة والدته ما أدى لوفاتها، فيما ظل الشامي في العناية المركزة لعدة أسابيع.
و يقول مراقبون ان مليشيا الحوثي الارهابية تمضي في هوايتها بتصفية خصومها عقب الاستغناء عنهم , في سياق يذكر بسلوكيات الحركة منذ تاسيسها مع حلفائها المتعاقبين.
وبعد انقلابها على حليفها المؤتمر و قتل زعيمه وتصفية كوادره في صنعاء , ها هي تمارس ذات السيناريوهات مع حلفائها من الاشتراكي والمكونات الاخرى.
وتصر المليشيا الارهابية على ان تكرس الفكر السلالي المقيت و تسعى للاستفراد الكلي بالسلطة من خلال تصفية كل من تشارك او تواطئ معها من المكونات السياسية والقبلية الاخرى.
وتأتي انباء وفاة الشامي في سياق تواصل عمليات التصفية بأوساط عناصر الحوثي في العاصمة اليمنية صنعاء، حيث تم، مساء أول من أمس، تصفية القيادي الحوثي، حسن زيد بن يحيى، المعيّن من قِبَل الميليشيات محافظاً لمحافظة أبين، بمنزله في العاصمة.
هذا وتعرض جناحي صنعاءوإب للعديد من عمليات الاغتيال طالت القادة الكبار في الجناح منهم الدكتور أحمد شرف الدين والدكتور عبد الملك المتوكل وجدبان وحسن زيد و يحيى الشامي وزكريا الشامي وغيرهم من الجناح الآئل للسقوط .
صراع المليشيات يتسع
اتسعت رقعة الصراع الداخلي بين أجنحة مليشيا الحوثي في أعقاب سباق مناطقي بين “الأسر السلالية” المتحدرة من هاشميي صنعاء وإب وصعدة، وذلك على السلطة والثروة والاستحواذ على الوزارات ومؤسسات الدولة في حكومة الانقلاب غير المعترف بها دوليا، وخلافات شملت حد التنازع على الأراضي والعقارات.
والصراع بين جناح الحوثي المتطرف الصاعد من صعدة والجناح السلالي من أسر بقايا الأئمة والتي حكمت شمال اليمن لعدة قرون، هو أحدث صراع على الإطلاق في تراتبية التنظيم الهرمي المغلق.
“الحوثي جماعة إرهابية”.. تصنيف يمهد لمحاكمتها
واتسع هذا الصراع في أعقاب التحول المعلن للانقلاب الحوثي إلى حضن الوكيل الإيراني إقليميا بتبادل دبلوماسي شكلي تزامنا مع حملات ملاحقة واغتيالات غامضة لعديد من قيادات صنعاء.
ولم يكن اغتيال أمين عام حزب الحق، الرافعة الحوثية السياسية، ووزير الشباب والرياضة بحكومة الانقلاب المدعو، حسن زيد، في قلب المربع الأمني بصنعاء أواخر أكتوبر/تشرين الثاني الماضي، إلا أحدث واقعة لسلسلة طويلة من الاغتيالات طالت محمد المتوكل وعبد الكريم الخيواني وأحمد شرف الدين والعشرات آخرين من جناح صنعاء.
وأزاح الحوثيون بالاغتيالات، الأسماء التي تشكل حضورا طاغيا لدى العائلات الهاشمية في صنعاء لصالح تفرد قيادات حوثية وافدة من صعدة بالنفوذ والقرار أمنيا وعسكريا ومدنيا كـ”محمد علي الحوثي”، و”عبد الكريم الحوثي” و”أحمد حامد”.
الرغبة بالانتقام
وقالت مصادر يمنية قريبة من دائرة الصراع الحوثي بصنعاء ، إن الأسر السلالية بالعاصمة باتت تشعر بخطورة متزايدة بتجريدها بقوة السلاح من مصالحها التاريخية وباتت تدرك أكثر من أي وقت تطور الحرب من قبل تكتل المتطرفين القادمين من “جبال صعدة” والمرتبطين بمليشيا الحرس الثوري الإيراني وسياسة التفرد بالحكم.
وأوضحت المصادر أن قيادات فاعلة في جناح صنعاء أظهرت مرارا الشعور “بالغبن والرغبة في الانتقام” حتى في مجالس عامة للقات من حرب اجتثاث وليس إقصاء فحسب، يشنها حوثيو صعدة عبر الاغتيالات للمرجعيات لأكثر حضورا في الهوية الهاشمية التاريخية.