السيسي يلتقي صالح وحفتر لبحث الأزمة الليبية
دعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الأربعاء 23 سبتمبر 2020، خلال استقباله كل من عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي وخليفة حفتر قائد الجيش الليبي في قصر الإتحادية بالقاهرة، كافة الأطراف الليبية لتوحيد مواقفهم للخروج من الأزمة الراهنة وإعلاء مصلحة الوطن، معرباً عن ترحيبه بالتعاطي الإيجابي الملموس لكافة الأطراف سواء في شرق أو غرب ليبيا مع آليات حل الأزمة في البلاد.
وبحث السيسي خلال اللقاء تطورات الوضع في ليبيا وجهود كافة الأطراف لتنفيذ وقف إطلاق النار الميدانى من جهة، والجهود الليبية لدفع عملية السلام برعاية الأمم المتحدة من جهة أخرى، وفق ما أعلنه المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي.
كما أكد على موقف مصر الثابت من دعم مسار الحل السياسي للأزمة الليبية بعيداً عن التدخلات الخارجية، والترحيب بأية خطوات إيجابية تؤدي إلى التهدئة والسلام والبناء والتنمية.
ورحب الرئيس المصري، بنتائج كافة الاجتماعات الدولية والإقليمية التي عُقدت خلال الفترة الماضية والتي أكدت على إرساء السلام وتفعيل مسارات الحل السياسي الشامل.
القاهرة وحدت وجهات النظر
من جانبها، كشفت مصادر للـ “العربية”، أن “القاهرة وحدت وجهات النظر بين رئيس البرلمان الليبي وقائد الجيش وأزالت سوء التفاهمات بينهما”.
وقالت “صالح وحفتر أكدا ضرورة سحب الميليشيات ومرتزقة تركيا ضمن أي مبادرة”.
كما ذكرت المصادر أن الجيش الليبي أكد أن فك حصار سرت والجفرة خطوة تسبق أي تفاوض، رافضاً وجود مناطق منزوعة السلاح طالما تتواجد الميليشيات وهو ما وافقت عليه القاهرة.
وأكدت أن عقيلة صالح وحفتر توافقا على ضرورة الحل وفق مبادرة القاهرة، كما سلم الجيش الليبي القاهرة شروطه لاستئناف عمل المنشآت النفطية.
كما تمسك الجيش بتحويل أموال النفط إلى حساب محايد أو وضع المصرف المركزي تحت الرقابة الدولية، وفق ما ذكرته المصادر.
وقالت أيضاً أن الجيش الليبي طالب مصر بضغط دولي لسحب المسلحين من مواقع النفط.
من جانبها، أبلغت مصر حفتر وصالح أنها لن تسمح بمحاولات تقسيم ليبيا، كما جددت التأكيد على أنها لن تسمح بتجاوز سرت والجفرة وفق المصادر.
وفي وقت سابق الثلاثاء، أفادت مصادر لـ”العربية” بأن قائد الجيش الليبي خليفة حفتر سيصل مساء الثلاثاء في زيارة مفاجئة إلى مصر. كما سيصل أيضاً بالتزامن، رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح، حيث من المتوقع، بحسب المصادر، أن يلتقي حفتر لمناقشة عدد من الملفات على رأسها المبادرات التي تمت في جنيف والمغرب حول الشأن الليبي، من إجراء انتخابات، وتوزيع المراكز العليا وتشكيل حكومة جديدة.
هذا وكان الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، قد تعهد بدعم ليبيا في مواجهة “المليشيات الإرهابية وتدخلات بعض الجهات الإقليمية”، مؤكدا عزم بلاده التصدي لأي محاولات لتجاوز “الخط الأحمر” هناك.
وقال في كلمة ألقاها أمس الثلاثاء أمام الدورة الـ75 للجمعية العامة للأمم المتحدة: “من المؤسف أن يستمر المجتمع الدولي في غض الطرف عن دعم حفنة من الدول للإرهابيين سواء بالمال والسلاح أو بتوفير الملاذ الآمن والمنابر الإعلامية والسياسية بل وتسهيل انتقال المقاتلين الإرهابيين إلى مناطق الصراعات خاصة إلى ليبيا وسوريا من قبلها”.
كما جدد الدعوة “لكل الأطراف للعودة إلى المسار السياسي بغية تحقيق السلام والأمن والاستقرار الذي يستحقه شعب ليبيا”.
يذكر أنه في يونيو الماضي، أعلن السيسي أن الجيش المصري قادر على الدفاع عن مصر داخل وخارج حدودها، محذراً من أنه لن يسمح بأي تهديد لأمن حدود مصر الغربية، مشدداً على أن مدينتي سرت والجفرة في ليبيا خط أحمر بالنسبة لمصر.