«غريفيث» يعلن عن مسودة اتفاق لوقف إطلاق النار في اليمن!
قال المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، إنه ناقش مع الرئيس الانتقالي اليمني، عبد ربه منصور هادي مسودة الإعلان المشتركة لوقف إطلاق نار شامل في اليمن.
وأوضح «غريفيث» في تغريدة له نشرها بتويتر الثلاثاء 30 يونيو 2020، إنه ناقش مع هادي مسودة الإعلان المشترك الرامي إلى التوصل لوقف إطلاق نار شامل في اليمن.
وأكد أنه اتفق أيضًا معه على تدابير إنسانية واقتصادية واستئناف عملية السلام التي ترفضها المليشيا الحوثية الموالية لإيران، مشيرًا إلى تمسك هادي بالسلام مع الجماعة التي أخضعته للإقامة الجبرية بعد أن اقتحمت العاصمة صنعاء.
حديث المبعوث الأممي إلى اليمن، يخالف ما نشرته وكالة الأنباء اليمنية في نسختها بالرياض، والتي أشارت إلى أن هادي أكد على تحقيق السلام الشامل وفق المرجعيات الثلاث والذي يفضي لتحقيق الأمن والاستقرار المستدام في اليمن والمنطقة بعيداً عن الحلول الترقيعية وترحيل الأزمات.
عدم توافق
ويقول مراقبون سياسيون، إن الخلاف في نشر نتائج اللقاء يشير إلى عدم التوافق في النقاط التي يسعى المبعوث الأممي في تمريرها، وخصوصًا القرار الأممي 2216 الذي يدعو الحوثيين لإعادة الوضع إلى ما قبل اقتحامهم العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014.
وحذر المراقبون، من مسودة الاتفاق لوقف إطلاق نار شامل (قدمها الحوثيين لغريفيث) الذي يسوقها المبعوث الأممي لخدمة المليشيا الموالية لإيران التي ترفض أي عملية سياسية ما لم يتم الإعلان صراحة انتصارها وهزيمة التحالف العربي.
والأربعاء 8 أبريل 2020، أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وقف إطلاق نار شامل في اليمن لمدة أسبوعين ابتداء من الخميس 9 إبريل 2020، وأعلن تجديدها في 24 أبريل لمدة 30 يومًا، وانتهت في 24 مايو 2020، لكن الحوثيين رفضوا الالتزام بها.
والأربعاء 25 مارس 2020، رحبت الحكومة اليمنية بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة السيد انتونيو غوتيريش لوقف إطلاق النار لمواجهة تبعات انتشار فيروس كورونا كوفيد-19 وخفض التصعيد على مستوى البلد بشكل كامل وكذلك دعوة المبعوث الخاص للامين العام للأمم المتحدة مارتن جريفت لاستعادة الهدوء ومواجهة التصعيد العسكري.
غير أن الحوثيين، اعتبروا قرار الحكومة اليمنية وقف إطلاق النار والتفرغ للحالات الإنسانية، ومنع وصول فيروس كورونا إلى اليمن، فشلًا في مواجهتهم، وتعهدوا بمواصلة القتال، وفقًا للحديث التلفزيوني الذي أدلى به عبدالملك الحوثي، زعيم الجماعة الإرهابية.
وقل الحوثيون، إن وقف إطلاق النار التي أعلنته الحكومة اليمنية، لابد أن يتبعه خطوات عملية، لبناء الثقة، وربطها بالعملية السياسية، وفقًا لما كتبه محمد علي الحوثي على حسابه في تويتر.
وأعلن حينها، متحدث الجماعة محمد عبدالسلام، أن جماعته قررت عدم الرضوخ ومواصلة الدفاع، في تجاهل واضح للأوضاع الإنسانية التي يمر بها العالم، وخصوصًا اليمنيين.
اتفاق مع الحوثيين
وفي 13 ديسمبر 2018، وقعت الحكومة اليمنية والمليشيا الحوثية الموالية لإيران، اتفاقا برعاية الأمم المتحدة يقضى إلى وقف إطلاق النار و إعادة الانتشار في الموانئ ومدينة الحُديدة، خلال 21 يوماً من بدء وقف إطلاق النار؛ إلا أن ذلك تعثر حتى الآن بسبب رفض الحوثيين تنفيذ بنود الاتفاق رغم مرور أكثر من عام على توقيعه.
واقتحم الحوثيون العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر، ووضعوا قيادات الدولة تحت الإقامة الجبرية، إلا أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تمكن من الفرار، ودعا دول الخليج للتدخل في اليمن.
ومنذ 26 مارس 2015، شكلت المملكة العربية السعودية تحالفًا عربيًا لدعم الشرعية في اليمن، إلا أنها بعد خمس سنوات لم تتحقق الأهداف كاملة، بسبب تخاذل الإخوان المسلمين في هذه الحرب، وتواصلهم مع الحوثيين سرًا.
وتحتاج اليمن في الوقت الراهن، إلى هيكلة حقيقية للجيش وللحكومة اليمنية، وتشكيل تحالف يمني حقيقي بعيدًا عن الإخوان المسلمين أو القوى المشكك بها في التواصل مع المليشيا الحوثية، أو مستفيدة من بقاء اليمن على الوضع الراهن.