القيادات تحت المقصلة.. الحوثي يغدر برجاله قبل خصومه (تفاصيل)

تكشفت خلال الأيام الماضية ملامح مرحلة خطيرة داخل صفوف مليشيا الحوثي الإرهابية، بعد إزاحة القيادي العسكري المعروف أبو هوزر سفيان من منصبه كنائب لقائد اللواء الثالث حماة الساحل في المنطقة العسكرية الخامسة، في خطوة غامضة تؤكد أن الجماعة بدأت فعليًا بالتخلص من القيادات التي قاتلت معها لسنوات واستخدمتها وقودًا للحرب.

وأفادت مصادر مطلعة أن أبو هوزر سفيان، وهو من منطقة حرف سفيان بمحافظة عمران، أُبعد عن موقعه دون أي إعلان رسمي أو توضيح للأسباب، رغم كونه أحد أبرز القادة الميدانيين الذين شاركوا في أعنف المعارك ضد القوات الشرعية، بما في ذلك جبهات كيلو 16 ومطار الحديدة والفازة والتحيتا وحيس، حيث أُصيب أكثر من مرة أثناء القتال.

وأضافت المصادر أن تغييب سفيان المفاجئ، بعد سنوات من الزج به في المهام الحساسة والمعارك الدامية، يعكس نهجًا ثابتًا تتبعه المليشيا في التخلص من القيادات الميدانية فور انتهاء دورها، أو عندما تشعر بأنها باتت تمتلك خبرة ونفوذًا قد يشكل خطرًا على مركز القرار في صنعاء.

وأكدت المعلومات أن سفيان لم يعلن انضمامه إلى القوات الشرعية اليمنية حتى الآن، إلا أن المعطيات تشير إلى أنه أصبح ضمن قائمة القيادات التي قررت المليشيا إقصاءها أو تصفيتها معنويًا وربما جسديًا، في إطار حملة أوسع تستهدف كل من قاتل معها في المراحل السابقة.

وتسعى المليشيا، بحسب مصادر متابعة، إلى إفراغ صفوفها من القادة الذين خاضوا المعارك الحقيقية، واستبدالهم بجيل جديد من العناصر العقائدية التي جرى تدريبها على الفكر الطائفي والمذهبي، بما يضمن ولاءً أعمى للقيادة، حتى وإن كان ذلك على حساب الكفاءة والخبرة العسكرية.

ويرى مراقبون أن ما جرى مع أبو هوزر سفيان ليس حالة فردية، بل رسالة قاسية موجهة لكل القيادات والضباط والجنود الذين ما زالوا يقاتلون في صفوف الجماعة، مفادها أن مصيرهم سيكون الإقصاء أو السجن أو التصفية بمجرد انتهاء الحاجة إليهم، وهو ما يفتح الباب أمام موجة تمرد أو انشقاقات متوقعة داخل صفوف المليشيا في المرحلة المقبلة.

التهام الداخل
ويشير محللون سياسيون إلى أن مليشيا الحوثي دخلت مرحلة “التهام الداخل”، بعد أن بدأت تشعر بالخطر من القيادات الميدانية التي صنعت لها النفوذ العسكري خلال السنوات الماضية.

ويؤكد المحللون، أن الجماعة لم تعد تثق بمن قاتل معها، بل تنظر إليه كتهديد محتمل، خصوصًا في ظل تصاعد الضغوط العسكرية والانقسامات الداخلية.

ويعتقد المحللون، أن سياسة التخلص من القادة ليست سوى محاولة يائسة لإعادة هندسة المؤسسة العسكرية الحوثية على أسس طائفية خالصة، تمهيدًا لمعركة طويلة لا تريد فيها سوى عناصر مطيعة بلا رأي أو خبرة مستقلة.

إنذار أخير
ويؤكد مراقبون، أن ما حدث مع “سفيان” يمثل إنذارًا أخيرًا لكل من لا يزال يقاتل تحت راية الحوثي، إذ لم يعد الولاء أو التضحية ضمانًا للبقاء، بل بات القتال مع الجماعة طريقًا مختصرًا نحو الإقصاء أو التصفية.

ويرجح المراقبون أن المرحلة المقبلة قد تشهد حالات تمرد صامت، أو انشقاقات علنية، أو تسليم مواقع دون قتال، نتيجة إدراك المقاتلين أن الجماعة تتخلص من أدواتها واحدة تلو الأخرى.

ويخلص المحللون إلى أن استمرار هذا النهج سيقود إلى تفكك داخلي متسارع، وقد يسبق الانهيار الميداني، خصوصًا إذا أدركت القيادات والكوادر العسكرية أن الخروج الآمن اليوم أفضل من انتظار مصير مجهول تصنعه قيادة لا تعترف إلا بمن يخدمها لحظة بلحظة.

زر الذهاب إلى الأعلى