توحيد الصفوف.. تصريحات متزامنة من طارق صالح وسلطان العرادة تُنذر بمعركة حاسمة ضد الحوثيين
في خطوة تبدو كإعلان عن اصطفاف وطني غير مسبوق داخل الحكومة الشرعية اليمنية، دعا نائبا رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الفريق طارق صالح واللواء سلطان العرادة، في كلمتين متزامنتين إلى توحيد الجهود لمواجهة المليشيات الحوثية.
وفقًا لمحللين سياسيين، فإن دعواتهما تأتي في سياق تصعيد عسكري محتمل، تعكس تحولاً في ديناميكيات الصراع اليمني، حيث يُنظر إليها كدعوة لإنهاء التباينات الداخلية وتوجيه التركيز نحو تحرير العاصمة صنعاء.
ودعا الفريق طارق صالح، قائد المقاومة الوطنية في الساحل الغربي، إلى توحيد الجهود بين جميع القوى السياسية والعسكرية، بما في ذلك المجلس الانتقالي الجنوبي، لحشد معركة شمالية حاسمة ضد الانقلاب الحوثي.
أكد صالح أن التباينات موجودة، لكن الهدف المشترك هو استعادة الدولة، مشدداً على أن قواته لن تحيد عن هدف تحرير صنعاء، مشيدًا بدور الأحزاب السياسية في حشد الدعم، وطالب باستئناف الدعم من دول التحالف العربي لتهيئة البيئة لمعركة موحدة.
من جانبه، تعهد اللواء سلطان العرادة، محافظ مأرب، بتحرير صنعاء والخلاص من المليشيات الحوثية، معتبراً ذلك قضية وطنية كبرى توحد اليمنيين.
أبرز العرادة صمود مأرب أمام “المشروع الإيراني”، مشيراً إلى أنها ستكون نقطة انطلاق لهزيمة الحوثيين، مع تأكيد على أهمية الاصطفاف الوطني في هذه اللحظة المفصلية لخوض معركة حاسمة لاستعادة الشمال. وفي تصريح سابق، أعرب العرادة عن استعداده للقتال إلى جانب صالح، قائلاً: “أنا مستعد للقتال مع طارق أو يقاتل معنا”، في إشارة إلى توحيد الجبهات.
دلالات الاصطفاف الوطني
تُعد هذه التصريحات إشارة واضحة إلى محاولة تجاوز الخلافات الداخلية داخل الحكومة اليمنية، الذي عانى من انقسامات سابقة بين الشمال والجنوب، وبين المكونات العسكرية المختلفة.
فتوحيد الجهود تحت راية “تحرير صنعاء” يمثل تحولاً استراتيجياً، خاصة مع إشارة صالح إلى المجلس الانتقالي، الذي يسيطر على مناطق جنوبية واسعة، مما قد يفتح الباب لتحالف أوسع يشمل “العمالقة” وغيرها من الفصائل.
من الناحية العسكرية، يُنظر إلى مأرب كخط دفاع أول ضد التقدم الحوثي، وقد أثبتت صمودها أمام الهجمات الإيرانية المدعومة؛ إلا أن الدعوة لاستئناف دعم التحالف العربي، بقيادة السعودية والإمارات، تشير إلى حاجة ماسة للوجستيات والدعم الجوي لتحويل الدفاع إلى هجوم.
