عبدالملك الحوثي غاضب من تهامة… وقياداته تهدد المشايخ بسوقهم إلى معسكرات التجنيد

في خطوة تعكس حجم المأزق الذي تعيشه مليشيا الحوثي الإرهابية في الساحل الغربي، أقدم القيادي الحوثي أحمد البشري، المعيّن من الجماعة مسؤولاً لما يسمى بـ”التعبئة العامة”، برفقة منتحل صفة محافظ الحديدة عبدالله عطيف، على إجبار عدد من الدعاة ومشايخ الدين في المحافظة على حضور اجتماع قسري بمدينة زبيد، في محاولة يائسة لانتزاع غطاء ديني لعمليات التجنيد الإجباري بعد فشلها الذريع في استقطاب أبناء تهامة.

وبحسب مدير عام الإعلام بمحافظة الحديدة علي حميد الأهدل، فإن أحد المشايخ الحاضرين كشف، أن “البشري” نقل رسالة مباشرة من زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي، عبّر فيها عن استيائه الشديد من المجتمع التهامي، لرفض شبابه الالتحاق بمعسكرات التجنيد الحوثية، وعدم الاستجابة لحملات التعبئة التي تفرضها الجماعة منذ أشهر.

ويؤكد مصدر حضر الاجتماع، أن “البشري” لم يكتفِ بنقل التهديدات، بل أصدر تعليمات مباشرة للدعاة والمشايخ بإلزامهم استخدام خطب الجمعة ومنابر المساجد لحث المواطنين على الالتحاق بجبهات القتال، بل والمطالبة بإصدار فتاوى تدعو للقتال دفاعاً عن الجماعة ومشروعها الطائفي.

كما لوّح “البشري” صراحة بسوق الممتنعين إلى “الدورات الثقافية والعسكرية” بالقوة، في أسلوب يعكس منهج المليشيا في تحويل المؤسسات الدينية إلى أدوات للقمع والسيطرة.

تهاوي النفوذ الحوثي في تهامة
يرى مختصون أن هذه الممارسات تكشف عن انهيار الثقة الشعبية بالمليشيا في مناطق الساحل الغربي، لا سيما في الحديدة وتهامة، وهي مناطق لطالما فشل الحوثيون في إخضاعها اجتماعياً رغم القبضة الأمنية المشددة.

ويشير مراقبون سياسيون، إلى أن استدعاء المشايخ بالقوة يعكس عجز الجماعة عن تعبئة أبناء تهامة طوعياً، ما دفعها للجوء إلى الترهيب الديني و”تدجين” المنابر لخدمة مشروعها العسكري.

ويؤكد مراقبون بالشأن اليمني، أن تهديد الدعاة بسوقهم وأقاربهم إلى الدورات الطائفية يمثل تحولاً خطيراً في طريقة فرض الولاء، وهو مؤشر على أن المليشيا تخشى من تمدّد حالة الرفض الشعبي التي باتت تظهر ملامحها في أكثر من محافظة، خصوصاً بعد تزايد خسائرها البشرية في الجبهات.

ويضيف الخبراء أن التصعيد الحوثي ضد أبناء محافظة الحديدة، يعكس عطش المليشيا للمقاتلين بعد استنزاف قواتها في الجبهات الداخلية والجبهة البحرية، ما يجعلها تتعامل مع المجتمع كخزان بشري بالقوة، وسط فشل متكرر في الإقناع أو التجنيد الطوعي.

خارج الحسابات الحوثية
ويشير محللون سياسيون إلى أن تهامة تمثل عقدة استراتيجية للحوثيين؛ فهي منطقة ثورة ورفض تاريخي لكل مشاريع الحكم بالوصاية، ما يفسر توتر قيادة الجماعة من الإحجام الشعبي عن الالتحاق بمعسكراتها.

كما أن فشل المليشيا في كسب ولاء المشايخ والدعاة يزيد من هشاشة حضورها في واحدة من أهم المحافظات الساحلية التي تعوّل عليها في تمويل شبكات التهريب ودعم مجهودها الحربي.

ويرى المحللون، أن التهديدات الأخيرة هي محاولة استباقية لإخماد أي موجة تمرد أو معارضة، خصوصاً مع تراجع معنويات مقاتليهم، وتزايد الانتقادات الداخلية الصامتة لسياسات زعيم المليشيا.

ويظهر بوضوح أن ما حدث في زبيد ليس سوى علامة جديدة على أزمة التجنيد وفقدان النفوذ الاجتماعي داخل مناطق سيطرة الحوثيين، وأن المليشيا باتت تعتمد على الترهيب وإهانة الشخصيات الدينية لتعويض انهيار مشروعها التعبوي، في وقت تتسع فيه دائرة الرفض الشعبي، وتتعاظم مؤشرات الانهيار الداخلي في صفوف الجماعة.

زر الذهاب إلى الأعلى