عنتريات التصريحات الحوثية: «سنحكم اليمن من جدة».. والسعودية تتحرك عسكريًا

في تصعيد يكشف حجم الوهم الذي تعيشه قيادة مليشيا الحوثي، أطلق القيادي في الجماعة محمد البخيتي تهديدًا جديدًا قال فيه إن الحرب في اليمن “لن تنتهي إلا بحكم عبد الملك الحوثي في صنعاء أو حكمه من المدينة أو جدة”، في تصريح يعكس، بحسب مراقبين، انتقال الجماعة إلى مرحلة غير مسبوقة من العنتريات الخطابية التي تحاول تعويض خسائرها الداخلية وتراجع نفوذها.

وجاءت تصريحات البخيتي ضمن تقرير نشرته وكالة JNS الإسرائيلية، أعدّه الصحفي شيمون شيرمان، والذي تناول مؤشرات سعودية متصاعدة على استعداد المملكة لإعادة فرض السيطرة البحرية في البحر الأحمر وباب المندب، بعد سنوات من التهدئة الحذرة.

وبحسب التقرير، بدأت السعودية منتصف نوفمبر التحضير لنشر وحدات بحرية في الممرات الاستراتيجية، مع استعداد القوات اليمنية الحليفة لعمليات تفتيش مشتركة تستهدف السفن المتجهة إلى ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثيين، وبدعم من الولايات المتحدة وبريطانيا.

ويشير هذا التحرك، وفق قراءة التقرير، إلى انتقال الرياض من الدفاع إلى سياسة الخنق البحري على عمليات الحوثيين.

ويرى محللون أن تهديدات الحوثيين الأخيرة، والتي بلغت ذروتها بتصريحات البخيتي، تعكس محاولة الجماعة إظهار نفسها في موقع القوة، فيما هي تواجه ضغوطًا عسكرية واقتصادية وإعلامية متزايدة.

ويشير المحللون، إلى أن الخطاب الحوثي المتوتر (خصوصًا الحديث عن “حكم عبد الملك الحوثي من جدة”) يكشف حالة من الارتباك أكثر مما يعكس قدرة على فرض معادلة جديدة.

وفي المقابل، يشير تقرير JNS إلى أن السعودية تُظهر استعدادًا جديًا لإعادة تقييم سياستها تجاه الجماعة، من خلال المناورات البحرية الواسعة “الموج الأحمر”، والتفويض الأممي الجديد الذي يمنح الرياض وحلفاءها حق تفتيش السفن في المياه الدولية، إضافة إلى حملة إعلامية تستهدف الشبكات الدعائية الحوثية.

ويؤكد خبراء تحدثوا للتقرير، أن المنطقة قد تكون أمام مرحلة احتكاك متزايد، قد يبقى محدودًا، لكنه ينطوي على مخاطر سوء تقدير قد تجر الطرفين إلى مواجهة أوسع، خصوصًا في ظل تراجع نفوذ إيران الإقليمي وخسارتها أوراقها في المنطقة، بحسب ما ورد في التقرير.

ومع تعرض الحوثيين لضربات عسكرية موجعة، وارتفاع وتيرة القمع الداخلي في مناطق سيطرتهم، وصدور أحكام إعدام جماعية بحق متهمين بالتجسس، تتزايد المخاوف من لجوء الجماعة إلى هروب للأمام عبر تصعيد عسكري يهدف إلى استعادة المبادرة، أو خلق “عدو خارجي” يبرر قبضتها الأمنية.

وتثير تصريحات البخيتي، بنبرة التحدي، تساؤلات حول ما إذا كانت مجرد فقاعات إعلامية للتغطية على التصدعات الداخلية، أم أنها مقدمة لمرحلة أشد سخونة في البحر والجو، في ظل التحركات السعودية المكثفة وتغير موازين القوى في المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى