«شهلائي» يعود لإنقاذ مليشيا الحوثي… وإيران تبدأ عملية «إعادة هيكلة طارئة»

في ذروة صراعٍ محموم داخل أجنحة مليشيا الحوثي، وبعد سلسلة الاتهامات المتبادلة التي تفجّرت عقب الاختراق الإسرائيلي النوعي، دخلت إيران على خط الأزمة محاوِلة منع تحوّل الخلافات الداخلية إلى انهيار شامل في بنية الجماعة.

وبحسب مصادر سياسية مطلعة، فقد كلفت طهران أحد أخطر أدواتها في اليمن، عبدالرضا شهلائي، بإدارة “مرحلة إنعاش عاجلة” تهدف إلى إعادة ضبط موازين القوى داخل المليشيا وإغلاق الثغرات التي أدى إليها الاختراق الأخير.

شهلائي يحكم في الظل
عودة شهلائي إلى صنعاء، بعد فترة غياب أعقبت أحداث 7 أكتوبر، لا تُقرأ، وفق مراقبين، كتحرك عابر، بل كـ«عودة جنرال الإنقاذ»، فقد استدعته طهران خصيصًا للتعامل مع الارتباك الخطير داخل المليشيا بعد الضربة الإسرائيلية التي أطاحت بـرئيس أركان الحوثيين عبدالكريم الغماري، أحد أهم العقول العسكرية وأكثر الشخصيات قربًا من عبدالملك الحوثي.

وبمجرد وصوله، باشر شهلائي عملية “جرد للمراكز الحساسة” وتقييم مستوى الاختراق، في وقت أعاد فيه المجلس الجهادي الحوثي توزيع الأدوار وحصر المناصب الحساسة في دائرة ضيقة ممن يثق بهم زعيم المليشيا أو منتمين للتشكيلات الجهادية المتشددة.

صعدة تحت إدارة أمنية جديدة
وفي معقل المليشيا الرئيسي بصعدة، جرى تسليم المخازن الاستراتيجية والمعسكرات السرية لشخصيات مختارة بعناية، بإشراف مباشر من عبدالملك الحوثي، وهي خطوة تعكس حالة ذعر داخل الجماعة، بعد وصول القناعة بأن الاختراق الإسرائيلي لم يكن مجرد عملية تقنية، بل تم من الداخل وبمساعدة شخصيات نافذة، وفقًا لما يراه مراقبون في الشأن اليمني.

المخاوف داخل صعدة لا تتعلق فقط بالضربة الإسرائيلية، بل أيضًا بصراع النفوذ الذي تصاعد بشكل غير مسبوق، وسط انعدام الثقة بين مراكز القوة.

صعود حسين الحوثي
التحركات الإيرانية تأتي في وقتٍ يتجه فيه الصراع الداخلي بقوة نحو السطح، خصوصًا مع بروز اسم حسين الحوثي نجل مؤسس الجماعة، الذي أصبح لاعبًا أساسيًا في سباق السيطرة، مستفيدًا من حالة الضعف التي ضربت وجوهًا نفوذها كان شبه مطلق.

ووفق معلومات متقاطعة، يسعى حسين الحوثي لاستثمار اللحظة القائمة للانقضاض على بعض القيادات المنافسة، وإعادة إنتاج نفوذ عائلته كقطب وحيد داخل الجماعة، ما أثار قلقًا بالغًا لدى قيادات كانت تتصور نفسها بعيدة عن دائرة الاستهداف.

إدارة الانهيار وليس منعه
إيران لا تعمل اليوم على تقوية الحوثيين بقدر ما تحاول منع سقوطهم من الداخل، بعدما تسبب الاختراق الإسرائيلي في ضرب الركيزة الأخطر داخل الجماعة: الثقة الأمنية.

ولأن المشهد داخل صنعاء يقترب من مرحلة “تفكك صامت”، فإن عودة شهلائي تمثل محاولة إيرانية لفرملة الانهيار، وإعادة تشكيل القيادات بما يضمن بقاء الجماعة تحت السيطرة التامة للحرس الثوري، حتى وإن أدى ذلك إلى التضحية ببعض الرموز، بحسب تقديرات محللون ومراقبون مختصون بالجماعة الحوثية.

زر الذهاب إلى الأعلى